عبّرت الحكومة المغربية أمس عن استيائها للزيارة المرتقبة للعاهل الإسباني خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وقال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة خالد الناصري إن الحكومة"لا يسعها إلا أن تعبر عن رفضها واستيائها للزيارة المؤسفة"للملك خوان كارلوس"إلى المدينتين المغربيتين السليبتين سبتة ومليلية، مهما كانت دواعيها ومبرراتها". وناقشت الحكومة المغربية في اجتماعها أمس موضوع الزيارة المتوقعة الإثنين بحسب ما ورد في وسائل الإعلام الإسبانية. وفي الإطار ذاته، أبدى مسؤول مغربي رفيع استغرابه تزامن قرار القاضي الاسباني بالتسار غارثون فتح تحقيق في انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في الصحراء في السبعينات بطلب من جمعية صحراوية مؤيدة ل"بوليساريو"، مع زيارة ولي العهد الأسباني الأمير فيليبي دوبوربون للمغرب مطلع الأسبوع الجاري. وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، في تصريح إلى"الحياة"إن معلومات الرباط تفيد بأن جهات اسبانية تمنت على بعض الصحافة نشر الخبر عند وصول الأمير الاسباني إلى مراكش، مع أن تحقيقات من هذا النوع يفترض أن تكون بعيدة عن أي تأثير سياسي. ورأى أنه"ليس صدفة"أن مذكرة مماثلة حول اعتقال مسؤولين مغاربة مدنيين وعسكريين في قضية المعارض المهدي بن بركة أصدرها القاضي الفرنسي باتريك رمائيل في مناسبة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب. وأشار المصدر المغربي إلى أن"الطابع السياسي للموقفين واضح"في ضوء التنسيق المحتمل بين القاضيين، مع أن"ملف المعارض المهدي بن بركة مختلف في جوهره مع قضية النشطاء الصحراويين شكلاً ومضموناً". على صعيد آخر، عكس جدل بين المعارضة والموالاة أثناء عرض برنامج حكومة عباس الفاسي على التصويت في مجلس النواب، مساء أول من أمس، مخاوف من تصدع الغالبية النيابية التي تدعمها. وتمحور الجدل حول التصويت هل يكون سرياً أم علنياً، كون القانون الداخلي للمؤسسة الاشتراعية يجيز الاحتمالين. وتمسكت المعارضة، التي يمثل حزب"العدالة والتنمية"جانبها المتشدد، بسرية التصويت استناداً الى إمكان الافادة من تململ نواب في الغالبية، فيما آل الموقف إلى تصويت علني حازت من خلاله حكومة الفاسي على 155 صوتاً في مقابل معارضة 93 وامتناع 7 من أصل 325 نائباً. بيد أن مصادر سياسية عزت اللجوء الى التصويت العلني إلى فوز الغالبية المؤيدة للحكومة، كونها لم تقتصر على الأحزاب الأربعة المشاركة فيها أحزاب"الاستقلال"و"الاتحاد الاشتراكي"و"تجمع الأحرار"و"التقدم والاشتراكية"، ولكنها تستند إلى دعم الكتلة النيابية"الاصالة والمعاصرة"التي شكلها الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة وضمت نواباً مستقلين وآخرين من حزبي"العهد"و"الوطن الديموقراطي". إلى ذلك، أعلن المغرب ارتياحه ازاء القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي الرقم 1783 الذي يحض المغرب وجبهة"بوليساريو"على استئناف المفاوضات. ووصف مندوب المغرب في الأممالمتحدة مصطفى الساهل القرار بأنه يعزز موقف بلاده لجهة الدعوة إلى انتقال المفاوضات إلى جوهر المشكلة، في إشارة إلى درس خطة الحكم الذاتي التي وصفها مجلس الأمن بأنها"ذات جدية وصدقية". ورحّبت وزارة الخارجية الجزائرية أ ف ب، بقرار مجلس الأمن معتبرة انه يكرس"المساواة"بين اقتراحات المغرب و"بوليساريو". وترفض"بوليساريو"المدعومة من الجزائر اقتراح المغرب منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً واسعاً وتطالب باستفتاء لتقرير المصير يمنح الصحراويين ثلاثة خيارات: إما الانضمام الى المغرب أو الحكم الذاتي أو الاستقلال. ودعا مجلس الأمن المغرب و"بوليساريو"الى الدخول في"مفاوضات جوهرية"حول مصير الصحراء. من جهة ثانية، أعلنت مصادر أمنية أن السلطات في مدينة وجدة، على الحدود المشتركة بين المغرب والجزائر، اعتقلت ثلاثة مطلوبين على خلفية التفجيرات الانتحارية في ربيع العام الجاري في الدار البيضاء. وأفادت أن اسلحة بيضاء ووثائق واشرطة عثر عليها في حوزة المطلوبين الثلاثة الذين كانوا قدموا من الدار البيضاء ويعتزمون الفرار إلى الجزائر للالتحاق ب"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي".