اعتبرت طهران أمس أن التقرير الجديد الذي قدمه المدير العام للوكالة محمد البرادعي "جاء أقوى من تقاريره السابقة"، بحسب الناطق باسم الخارجية الايراني محمد علي حسيني، الذي قال إن إن بلاده"أكدت منذ البداية أنها تتابع نشاطاتها النووية السلمية في إطار قانوني وحقوقي، وما طرحه الجانب الآخر ليس أكثر من تهم واهية لا أساس لها من الصحة". وأوصى حسيني مجموعة الدول الدائمة في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بأن تتجنب"السياسات غير المنطقية وغير العادلة كما يحصل حالياً". ووصف حسيني موقف الصين الأخير بمقاطعة الجلسة التي كانت مقررة ل"الستة الكبار"بهدف بحث فرض عقوبات جديدة على إيران، بأنه "موقف أصيل لدولة مستقلة لا يتغيّر بالحضور والضغط الأميركي". ودعا الغرب الى"أن لا يقلل من شأن الوالة الدولية للطاقة الذرية عن طريق التشيك في تقاريرها". وتحدث عن زيارة مرتقبة في الأسبوعين المقبلين، لوفد من الوكالة إلى إيران، بهدف استكمال العمل على الاتفاق المبرم بين طهران والوكالة. وأعلن حسيني أن الرسالة التي وجهها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، تضمنت تنبيهاً إلى عدم جدوى التنسيق مع الولاياتالمتحدة، وضرورة دعم التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إن الرسالة نجاد"كانت منطقية". وأشار إلى أن الرئيس الإيراني"أوضح في رسالته أن المواقف المتطرفة والتهديدات ليس لها أي تأثير على قرارات إيران". ولفت إلى أنه تم في الرسالة التطرق إلى تاريخ العلاقات بين طهران وباريس ومستقبلها. جاء ذلك فيما وصل طهران أمس الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والذي اعتبر حسيني أن أهداف زيارته برفقه خمسة وزراء أبرزهم وزراء النفط والخارجية الصناعة، هدفها توقيع اتفاق صناعي مع إيران، من دون إعطاء تفاصيل أخرى. في غضون ذلك، أفاد نائب كبير المفاوضين النوويين جواد وعيدي، بأن تعاون إيران مع الوكالة الدولية"يعتمد على السلوك القانوني والمنطقي للقوى الدولية"، محذراً الغرب من ضرب هذا التعاون، من خلال فرض عقوبات جديدة. وأكد وعيدي اجتماعه مع معاون منسق السياسات الأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في فيينا الأربعاء الماضي، في وقت اعتبر فيه حسيني ان اللقاء هدفه التمهيد للقاء الأمين العام للمجلس الأعلى سعيد جليلي مع سولانا. واعتبر رئيس مجلس النواب الإيراني غلام علي حداد عادل، تقرير البرادعي"واضحاً ويؤكد على سلمية النشاط النووي الإيراني"، وانه نتج عن"تفتيش دقيق للمفتشين الدوليين"وبعد تواصل مع شخصيات، بدون تحديد إذا كانت عسكرية. واعتبر محمد هاشمي، عضو حزب كوادر البناء، المحسوب على الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، ان الملف النووي "لا يجب بحثه في مجلس الأمن وإنما في الوكالة الدولية". واعتبر أن تقرير البرادعي مزدوجاً، أظهر على رغم ما فيه من إيجابيات، أجواء متشجنة لا يمكن حلها.