طهران، بروكسيل، باريس، فيينا – «الحياة»، أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلنت إيران والمسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس، الاتفاق على عقد اجتماع بين طهران والدول الست الكبرى في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل لمناقشة الملف النووي الايراني، في ما اعتبرته الولاياتالمتحدة «خطوة اولى مهمة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن الامانة العامة للمجلس الأعلى للامن القومي الايراني اعلنت «بعد محادثات هاتفية بين سكرتير المجلس سعيد جليلي والمسؤول الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ان المحادثات بين ايران والدول الست ستنطلق في تشرين الاول المقبل»، من دون تحديد مكان الاجتماع. وأفادت وكالة «مهر» وقناة «برس تي في» الايرانية بأن المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) ستبدأ في الاول من تشرين الاول المقبل، «لمناقشة رزمة الاقتراحات» التي سلّمتها طهران الى تلك الدول الاربعاء الماضي. في بروكسيل، اكدت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا ان ثمة «اتفاقاً مع الايرانيين لعقد اجتماع في الاول من تشرين الاول». وفي باريس، اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان وزراء خارجية الدول الست سيعقدون اجتماعاً حول الملف النووي الايراني في نيويورك الاسبوع المقبل، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت «إرنا» عن جليلي قوله في الاتصال الهاتفي مع سولانا ان «رزمة الاقتراحات الايرانيةالجديدة تشكل قاعدة مناسبة للحوار بهدف تحقيق السلام والعدالة والتقدم». ونقلت الوكالة عن سولانا قوله ان الدول الست «درست تفاصيل رزمة الاقتراحات بدقة، ويتطلب بحث تفاصيلها في شكل أدق إجراء محادثات بين الجانبين». وقبل ساعات من الاعلان عن الاجتماع، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي ان «الحوار المقرر مع الغرب سيُجرى على اساس الاقتراحات الإيرانية»، مضيفاً: «بديهي ان الشعب الايراني لن يناقش حقوقه النووية الثابتة، لكن كما تدركون، فإن أحد اهداف رزمة الاقتراحات يتمثل في تبديد القلق حول الملف النووي، من خلال التركيز على نزع عالمي للأسلحة ورفع شعار مفاده ان الطاقة النووية للجميع والقنبلة النووية ليست لأحد». ونقلت قناة «العالم» الايرانية عن قشقاوي قوله ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي أجرى محادثات مع المسؤولين الايرانيين في طهران الاسبوع الماضي، «نفى استعداد بلاده لاستضافة اجتماع ايران مع الدول الست». كما نفى قشقاوي تقارير اعلامية افادت بأن واشنطن وافقت على بيع طهران 20 طائرة مدنية، يحسم ثمنها من الودائع الايرانية المجمدة في الولاياتالمتحدة. واعتبر قشقاوي ان «صحفاً عربية في المنطقة تحولت الى ناطق رسمي باسم المعارضين الإيرانيين. نواجه تسيّباً إعلامياً يؤجج نار الحقد والنفاق». وفي اليوم الاول من الاجتماع السنوي للدول ال150 الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، اعتبر وزير الطاقة الاميركي ستيفن شو الاعلان عن اللقاء مع ايران «خطوة اولى مهمة ونتمنى ان تنجح»، موضحاً ان الولاياتالمتحدة ستشارك فيه. اما المدير العام للوكالة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي، فدعا الى «ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع من لدينا مسائل معلقة معهم، بدل السعي الى عزلهم» وفرض عقوبات عليهم، مجدداً حض طهران على «التعامل فعلياً مع الوكالة» لتوضيح الاتهامات بإجرائها دراسات حول الاسلحة النووية. وقال ان «عدداً من الاسئلة والمزاعم التي تلقي بظلال الشك على الطبيعة السلمية للبرنامج (النووي الايراني)، لا تزال عالقة». وعيّنت الوكالة الذرية رسمياً المندوب الياباني لديها يوكيا امانو مديراً عاماً جديداً لها، اعتباراً من الاول من كانون الاول (ديسمبر) المقبل، خلفاً للبرادعي. محاكمات الإصلاحيين على صعيد آخر، مثُل ستة أشخاص بينهم عبدالله مؤمني احد قادة الحركة الطالبية، أمام محكمة الثورة في طهران امس، في الجلسة الخامسة لمحاكمة متظاهرين بتهمة اثارة الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية. واعتبرت لائحة الاتهام ان المدعى عليهم شاركوا في اعمال شغب وتورطوا في مؤامرة «ثورة ناعمة» لإسقاط النظام، مشيرة الى انهم ركزوا جهودهم على «اشاعة تقارير كاذبة عبر شبكة الانترنت لإثارة اضطرابات». وأفادت «إرنا» بأن مؤمني أقرّ بالاتهامات الموجهة ضده. وقال: «أعتذر من الامة الايرانية وأطلب الرأفة الاسلامية من المحكمة». في الوقت ذاته، قال المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني ايجائي إن المرشح الاصلاحي الخاسر مهدي كروبي قد يواجه إجراءً قانونياً بسبب مزاعمه «التي لا أساس لها»، حول تعرض متظاهرين احتُجزوا للاغتصاب في السجن. تزامن ذلك مع تصعيد وسائل الإعلام القريبة من الرئيس محمود احمدي نجاد، حملتها على كروبي، اذ طالبت شخصيات برلمانية وسياسية بمحاكمته، في ما اعتبره بعضهم تمهيداً لاعتقاله. وعلمت «الحياة» ان كروبي التقى امس رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني الذي طالبه بالكف عن توجيه الاتهامات للقضاء والأجهزة الأمنية، متعهداً تكثيف مساعيه من اجل تحقيق المصالحة وإطلاق المعتقلين. الى ذلك، اعتبر علي اكبر جوانفكر مستشار نجاد ان «سلوك (الرئيس الاميركي باراك) اوباما وموقفه حيال ايران، يظهران انه ما زال رهينة المتطرفين الجمهوريين ويتعذر عليه محو سياسة (الرئيس السابق جورج) بوش من البيت الأبيض».