القدس المحتلة، طهران، بروكسيل، بكين - «الحياة»، أ ب، رويترز - بحث الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني المكلف الملف النووي سعيد جليلي، هاتفياً أمس، في إمكان استئناف المحادثات على مستوى الخبراء بين الدول الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، في حين جددت طهران دعوتها الدول الست إلى «اعتماد سياسة منطقية وواقعية». جاء ذلك في وقت دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى «تحطيم صنم الصهيونية من أجل إنقاذ البشرية» من براثنها، معتبراً أن التطورات الأخيرة تثبت أن بلاده نجحت في تصدير الثورة الإسلامية إلى العالم. وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن جليلي وسولانا اجريا محادثة هاتفية ليل الأربعاء - الخميس، بعد ساعات على إصدار طهران بياناً رداً على الدعوة التي وجهتها اليها الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لإجراء حوار مباشر بمشاركة واشنطن. ورحب البيان بإجراء محادثات «بناءة وعادلة»، لكن طهران أكدت فيه مواصلة نشاطاتها النووية. ونقلت وسائل الإعلام عن سولانا قوله ان الرد الإيراني «يتضمن بنوداً بناءة ويشكل فرصة جديدة لإحراز تقدم في المحادثات»، فيما اعتبر جليلي ان الرد «يشكل توجهاً ملائماً جديداً للتقدم في المحادثات، في مناخ من الاحترام المتبادل والعدل». في بروكسيل، أكد سولانا انه تحدث الى جليلي هاتفياً، مضيفاً: «آمل في أن تجرى بعض الاتصالات قريباً». وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسمه، أنه بحث وجليلي «في إمكان عقد اجتماع قريب لخبراء من الجانبين، بهدف مواصلة الحوار». وفي بكين، دعا محمد سعيدي نائب رئيس «هيئة الطاقة الذرية الإيرانية» الدول الست إلى «اعتماد سياسة منطقية وواقعية». وقال في ختام مؤتمر دولي حول «الطاقة النووية في القرن ال21»، إن «لإيران برنامجاً دقيقاً وواضحاً حول الطاقة النووية، والمسار الذي تمضي فيه علمي وفني واقتصادي» يستهدف جعلها «أحد مصدري الوقود النووي في العالم». واعتبر سعيدي أن «بعضهم يسعى عبر طرح إنشاء بنك للوقود النووي، إلى حرمان سائر الدول من حقوقها. هذا النقاش طويل جداً، ولن يصل إلى نتيجة. ثمة 30 دولة تمتلك الطاقة النووية حالياً، كما أعلن المدير العام للوکالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان 30 دولة أخرى تريد الحصول على الطاقة النووية». ورأى سعيدي ان مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية «احتمال ضعيف جداً»، لافتاً الى ان «الحوار أفضل وسيلة لإنهاء القضية النووية الإيرانية». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هددت أول من أمس بفرض «عقوبات شديدة» على إيران، إذا فشلت المحادثات النووية. وفي إطار تشديد الضغط على طهران، قدم نواب أميركيون مشروع قانون للحد من واردات ايران من البنزين، من خلال معاقبة الجهات التي تتعاون مع طهران في هذا المجال. وقال النائب الديموقراطي براد شيرمان أحد واضعي المشروع إن «حاجة إيران الى استيراد قسم كبير من البنزين، من افضل خياراتنا»، فيما قال النائب الجمهوري مارك كيرك أحد رعاة المشروع: «إذا كنا ننوي فعلاً منع ظهور ايران نووية، فإن مجال المناورة لدينا لديبلوماسية فاعلة، بدأ يضيق». في القدسالمحتلة، أبلغ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وزير الخارجية الصيني وانغ جيشي، ان لبكين «دوراً مركزياً في الجهود الرامية الى منع إيران من ان تصبح قوة نووية». وزاد أن «جهود إيران لتطوير صواريخ بعيدة المدى، يجب ان تحرم قادة العالم كله من النوم في راحة». أما الوزير الصيني فشدد على «حق إسرائيل في الوجود وفي الحفاظ على أمنها».