كشفت صحيفة "ذي جويش كرونيكل" اليهودية الصادرة باللغة الانكليزية في لندن، عن رسالة الكترونية خاصة بعث بها أحد مساعدي ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ويعلن فيها اعتراضه على قيام مسؤولين في مكتب الأمير بزيارة لاسرائيل. وعلى رغم من ان الأمير تشارلز لم يكن طرفاً في هذه الأزمة الديبلوماسية، بعد ان تلقى السفير الاسرائيلي في لندن زفى هايفيتز عن طريق الخطأ صورة من الرسالة، إلا ان بعض قوى اللوبي الاسرائيلي سعى الى استغلالها. وكان اثنان من كبار مساعدي الأمير تشارلز تبادلا رسائل الكترونية عدة بعد ان وجهت السفارة الاسرائيلية في لندن الدعوة الى السكرتير الخاص للامير السير مايكل بيت ونائبه كلايف ألديرتون للقيام بزيارة تستغرق أربعة أيام لاسرائيل بدعوة من الكنيست تمهيداً لقيام ولي العهد البريطاني بعد ذلك بأول زيارة رسمية له لاسرائيل. وكان الرد الفوري الأولي لبيت يتسم ب"الحماس"للقيام فعلاً بالزيارة، وبعث برسالة الكترونية الى السفير الاسرائيلي تلقى نائبه صورة منها، ويقول فيها وفقا للصحفية"إن دعوتنا لزيارة اسرائيل تلقى تقديراً بالغاً، وانني وكلايف نود فعلاً تلبيتها". إلا ان الديرتون اعترض بعد ذلك على هذا الأمر وبعث برسالة الكترونية إلى رئيسه يؤكد فيها عدم وجود أي امكانية للقيام بهذه الزيارة لأن قبول الدعوة"سيجعل من العسير امكان تفادي استغلال اسرائيل للأمير تشارلز لتحسين صورتها الدولية". من جانبها، سعت السفارة الاسرائيلية وفقاً لما ذكرته صحيفة"ذي تايمز"التي أبرزت ايضاً الأزمة، الى رفض التعليق على كيفية تلقي السفير الاسرائيلي لصورة من هذه الرسالة الالكترونية. وكان السفير أنهى فترة عمله في بريطانيا في وقت سابق من الاسبوع الجاري وعاد الى تل ابيب. وبينما سعى بعض الشخصيات البارزة في الطائفة اليهودية في لندن الى الدفاع عن الأمير تشارلز وحرصه على الحوار والتفاهم مع الديانات السماوية الأخرى، إلا ان الرئيس التنفيذي لمجلس القيادة اليهودية جيرمي نيورمارك اعترض على هذه الرسالة قائلاً:"ان لهجتها ليست موفقة". كما اعترض رئيس تحرير صحيفة"جويش كرونيكل"التي فجرت الأزمة علناً على هذه الرسائل الالكترونية، وكتب في افتتاحية له انها تثير أسئلة عن الثقافة السائدة في مكتب الأمير، وكذلك فإن كبار العاملين معهم لهم وجهات نظر معينة عن اسرائيل. واضاف:"ان الرسائل تثير ايضاً القلق إذا ما نظرنا الى انه منذ اسبوعين فقط فإن والدة الأمير الملكة أقامت مأدبة عشائر فاخرة ل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حضرها أعضاء كبار في الأسرة المالكة البريطانية"، لافتا الى الجولة التي قام بها الامير تشارلز في شباط فبراير الماضي لدول في مجلس التعاون الخليجي. وتساءل عما إذا كان من الممكن الآن ان يعلن القصر الملكي على رغم بعض الشكوك القائمة"انه ليست هناك حواجز سياسية أو ايديولوجية أو تتعلق بالعقيدة بالنسبة الى امكان الاعداد لأول زيارة رسمية ملكية لاسرائيل"، علما ان تشارلز زار اسرائيل لحضور جنازة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين عام 1994. وسعى ناطق باسم الامير امس الى التقليل من حدة الأزمة، قائلاً:"إنها عبارة عن رسائل داخلية الكترونية عن احتمال قيام مسؤولين من العاملين معه بزيارة اسرائيل"، واكد ان"أي زيارة يقوم بها تشارلز ستتم وفقاً لتوصية من الحكومة البريطانية ووفق ما تقتضيه التقاليد المعمول بها".