فعلها عمدة لندن كين ليفنغستون مرة اخرى عندما شن هجوماً حاداً على رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ووصفه بأنه" مجرم حرب". ورداً على الهجوم الذي تعرض له العمدة من قوى الضغط اليهودية ممثلة بمجلس النواب اليهود في بريطانيا قال ليفنغستون في مقال كتبه في صحيفة"ذي غارديان"البريطانية انه يتهم اسرائيل ب" التصفية العرقية"مضيفاً انه ينبغي الزج بشارون في السجن. كما قال ان اسرائيل"تعتبر المسلمين مثل الشياطين". ورفض ليفنغستون بشدة الاتهامات التي وجهت اليه بأنه"معادٍ للسامية"بعد المواجهة التي جرت منذ اسبوعين بينه وبين صحافي يهودي يعمل في لندن شبهه عمدة لندن بحارس في معسكرات الإبادة النازية في المانيا خلال حكم هتلر. لكن العمدة الذي يعرف بصراحته الكبيرة، اكد معارضته العنصرية وتقديره لليهود، الا انه اتهم اسرائيل بنشر المعلومات المضللة عن حجم مناهضة السامية في اوروبا والسعي الى اسكات منتقديها من خلال اتهامهم بمعاداة السامية. وقال ليفنغستون ان" التوسع الاستيطاني الاسرائيلي يتضمن عمليات تطهير عرقية ولذلك فإن الفلسطينيين الذين عاشوا في هذه الاراضي لقرون طويلة، طردوا منها عن طريق اعمال عنف منظمة، وممارسة الارهاب في حقهم بهدف التطهير العرقي الذي شكل لاحقاً جزءاً كبيراً من الدولة الاسرائيلية". واوضح عمدة لندن:"ان الحكومة الاسرائيلية تستمر اليوم في مصادرة الاراضي الفلسطينية من أجل انشاء المستوطنات وفي شن عمليات توغل عسكرية في الاراضي المجاورة، اضافة الى حرمان الفلسطينيين الذين طردوا من خلال العمليات الارهابية من العودة الى أراضيهم". وبالنسبة الى شارون، قال ليفنغستون انه يعتبر" مجرم حرب ينبغي ان يوضع في السجن، وألا يتولى مثل هذا المنصب المهم". وأشار الى ان لجنة كاهان رأت ان شارون يشارك في مسؤولية مذابح صبرا وشاتيلا في هذين المخيمين الفلسطينيين في لبنان بعد الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982. واوضح عمدة لندن ان الحكومة الاسرائيلية قدمت صورة مشوهة عن العنصرية والاضطهاد الديني في اوروبا حتى يبدو كأن اليهود يتعرضون لأسوأ انواع التمييز العنصري. واكد ان"الحقيقة هي ان معظم الهجمات العنصرية في اوروبا تقع ضد السود والآسيويين والمسلمين الذين يعتبرون الهدف الرئيسي لهجمات اليمين المتطرف". وأشارت"ذي غارديان"الى ان العلاقات سادها التوتر بين العمدة وقطاع رئيسي في الطائفة اليهودية في لندن بسبب المواجهة التي جرت بين ليفنغستون والصحافي اليهودي في صحيفة"ذي ايفننغ ستاندرد"اوليفر فاينغولد عندما اتهمه العمدة بأنه يشبه حارساً في احد معسكرات الإبادة النازية. ورفض العمدة الاعتذار على هذا التشبيه لأنه لم يوجه اهانة لليهود. وكان العمدة أثار ايضاً غضب الطائفة اليهودية عندما وجه الدعوة الى العالم الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي لزيارة لندن والتحدث في مؤتمر. وكان السفير الاسرائيلي في لندن زفي هايفيتز وجه انتقادات شديدة الى عمدة لندن، كما اتهمه مجلس النواب اليهود بأنه يسعى لصرف الانتباه عن سلوكه باتهام اسرائيل على هذا النحو.