يتوجه سكان كوسوفو الى صناديق الاقتراع اليوم في انتخابات اشتراعية ومحلية تتسم بأهمية كبيرة لتزامنها مع الأيام الأخيرة الحاسمة لمستقبل الإقليم، فيما يبدو ان هذه الانتخابات ستؤدي الى تغييرات واسعة في القيادات السياسية الألبانية التي كانت تهيمن عليها"رابطة كوسوفو الديموقراطية"منذ تأسيسها عام 1990 بزعامة الرئيس الراحل ابراهيم روغوفا على رغم إجماع كل التنظيمات السياسية الألبانية على تبني الاستقلال الكامل والسريع. ويبلغ عدد الناخبين في كوسوفو مليونين ونصف المليون مواطن، بينهم نحو 200 ألف صربي نصفهم يعيش حالياً لاجئاً في كل من صربيا والجبل الأسود، ينتخبون 120 نائباً: مئة ألباني و20 من الصرب والأقليات العرقية في الإقليم. كما سيتم خلال هذه الانتخابات اختيار 30 رئيس بلدية، بينهم ستة من صرب الإقليم. وانتشرت القوات الدولية كفور ووحدات الشرطة الدولية والمحلية في انحاء كوسوفو للمناسبة، متخذة نقاط تفتيش ومراقبة لها في الطرق العامة وقرب مراكز الاقتراع. وأشارت آخر استطلاعات الرأي العام التي نشرت في العاصمة بريشتينا، الى أن تحالف خمسة أحزاب ألبانية بزعامة"حزب كوسوفو الديموقراطي"برئاسة قائد المقاتلين السابقين جيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي سيكون منافساً قوياً في الحصول على الفوز متقدماً على"رابطة كوسوفو الديموقراطية"التي يقودها حالياً رئيسا كوسوفو سيديو والبرلمان كولي بريشا. وتفيد الاستطلاعات ان"تحالف كوسوفو الجديد"الذي تأسس حديثاً بقيادة البليونير الألباني المقيم في سويسرا بهجت باصولي سيحتل المرتبة الثالثة، ويليه"التحالف من أجل مستقبل كوسوفو"بزعامة رئيس الحكومة السابق المعتقل حالياً لدى محكمة لاهاي بتهم ارتكاب جرائم حرب راموش خيرالدين، وثم"اتحاد داردانيا الديموقراطي"بقيادة رئيس البرلمان السابق المنشق من رابطة كوسوفو الديموقراطية نجات داتشي، وبعده"حزب التغيير"بزعامة الاعلامي صاحب جريدة كوخاديتوري فيتون سوروي. وأجمعت كل التنظيمات الألبانية المتنافسة في هذه الانتخابات على تبنيها خيار الاستقلال وتحقيق ذلك قبل نهاية العام الحالي. وأكد تيم غيلدمان رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في كوسوفو التي تشرف على الانتخابات، انه"تم توفير كل المستلزمات لتكون الانتخابات ديموقراطية ونزيهة"، ودعا كل سكان كوسوفو الألبان والصرب وغيرهم، الى"استخدام حقهم في اختيار ممثليهم في البرلمان والبلديات". وناشد رئيس الإدارة الدولية للإقليم يواكيم روكر الصرب للمشاركة في هذه الانتخابات، معتبراً انها"ستمنحهم الفرصة للمساهمة في المؤسسات الشرعية لكوسوفو، والتعبير عن مواقفهم ومطاليبهم بحرية". لكن صرب كوسوفو وزعوا المنشورات ورفعوا الملصقات التي تدعو الى مقاطعة الانتخابات، جاء فيها:"لا توجد انتخابات... لا تصويت... لا استقلال لكوسوفو". وأكد الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش في تصريح في بلغراد أمس، ان"لا فائدة من مشاركة شعبنا الصربي في انتخابات هدفها التمهيد لاستقلال كوسوفو".