سعت الحكومة والنقابات في فرنسا أمس إلى مخرج للاضراب الذي بدأ في قطاع النقل احتجاجا على اصلاح انظمة التقاعد الخاصة، في حين بدأ عمال القطارات الألمان إضراباً جديداً وهدد نظراؤهم في كوريا الجنوبية بخطوة مماثلة. وأمس باتت الكرة في ملعب النقابات، خصوصاً أكبرها"الاتحاد العمالي العام"سي جي تي، التي ينبغي ان تحسم موقفها بشأن اطار مفاوضات اقترحه الرئيس نيكولا ساركوزي. وشارك في الاضراب 46 في المئة من العاملين في"الشركة الوطنية للسكك الحديد"في مقابل 64 في المئة أول من أمس، وفقاً للأمين العام للنقابة لقطاع سكك الحديد ديدييه لو ريست لوكالة"فرانس برس". وقال الناطق باسم الاليزيه دافيد مارتينون ان 42.8 في المئة من الموظفين مضربون في مقابل 61.5 في المئة أول من أمس. واشارت توقعات"الشركة الوطنية للسكك الحديد"الى ان نحو 150 قطاراً سريعاً عملت خلال النهار من أصل 700 في الاوقات العادية ونحو 50 قطارا عاديا من اصل 300. وفي باريس، يعمل خط واحد من المترو من كل ثلاثة او اربعة خطوط و30 في المئة من الباصات وحركة نقل شبه معدومة لعدد من قطارات الضواحي. وكانت النتيجة ازمات سير خانقة امتدت لأكثر من 300 كيلومتر صباح أمس في المنطقة الباريسية، في حين اجتاحت الدراجات الهوائية وشارع العاصمة الفرنسية. واشار استطلاع الى ان الحركة العمالية لا تحظى بدعم شعبي، إذ قال 61 في المئة من الفرنسيين انهم لا"يتضامنون مع المضربين"لانهم"يدافعون عن مصالحهم الخاصة"، في حين اعرب 57 في المئة عن رغبتهم في"ان تبقي الحكومة على مشاريعها لمواصلة الاصلاحات". ورأت الصحافة ان احتمال تحرك طويل الامد مستبعد حاليا لأن كل معسكر يريد التفاوض، ولأن سيناريو مماثلاً للاضراب الكبير عام 1995 عندما شلت حركة النقل طيلة ثلاثة اسابيع، مستبعد على ما يبدو. ونقل وزير العمل كزافييه برتران الى النقابات"رسالة تتضمن منهجا"للمفاوضات المقبلة التي ستجري مع كل شركة على حدة كما تريد الحكومة وانما بحضور ممثل عن الدولة كما يطالب الاتحاد العمالي العام. ومنح الوزير النقابات واصحاب الشركات المعنية مهلة شهر للتوصل الى اتفاق. وعلى الفور اعتبرت النقابة الاصلاحية"الاتحاد الفرنسي للعمال"سي اف دي تي ان لديها"العناصر الضرورية"لتعليق الاضراب. لكن قرار الاتحاد العمالي العام الذي يتمتع بالغالبية الساحقة في قطاع النقل هو المنتظر في ختام الجمعيات العمومية التي تنظم لاستشارة القاعدة العمالية. وسيضرب الموظفون في 20 تشرين الثاني نوفمبر ضد الغاء وظائف، والقضاة في 29 من الشهر نفسه ضد دمج المحاكم. وفي الجامعات، بلغ أول من أمس الاحتجاج على قانون يتعلق باستقلالية الجامعات اعلى مستوى له منذ 15 سنة إذ أثر في التدريس في 36 مؤسسة. وفي ألمانيا، شهدت حركة القطارات في اضطرابا كبيرا بسبب اضراب غير مسبوق لنقابة السائقين شمل قطارات الشحن ونقل الركاب، على ما اعلنت شركة السكك الحديد الالمانية. وأعلنت الشركة ان شرق البلاد كان الاكثر تأثرا بالاضراب"الاهم تاريخيا". واستمر عمل ثلثي القطارات في الخطوط الكبرى، وخصوصا السريعة منها. وفي غرب البلاد واصل نصف القطارات المحلية عمله في مقابل 10 في المئة منها في الشرق. وقال رئيس النقابة الصغيرة مانفرد شيل في مقابلة مع صحيفة"باساور نوي بريس"المحلية ان"لا مؤشرات"لديه الى ان شركة السكك الحديد تعد عرضا جديدا"مقبولا"، لافتا الى"انها تتمسك بموقفها". وفي سيول هدد الآلاف من عمال السكة الحديد في كوريا الجنوبية بإعلان إضراب مفتوح في وقت لاحق من هذا الأسبوع مطالبين بزيادة الرواتب واستقرار التوظيف، ما قد يسبب إرباكاً في حركة المواصلات في البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية"يونهاب"إن نقابة عمال الشاحنات توعدت بالإضراب تعاطفا مع زملائهم في مصالح السكك الحديد، وما قد يؤثر هذه الخطوة على سلبا على نظام التمويل في البلاد. وظلت نقابة عمال المؤسسة الكورية لسكك الحديد كوريل تطالب بزيادة خمسة في المئة في الأجور، بينما تفضل الحكومة زيادة اثنين في المئة فقط. وتطالب النقابة أيضا بإعادة العمال المفصولين وتحسين أوضاع الموظفين الدائمين من طاقم النساء في القطارات السريعة.