اتهمت الولاياتالمتحدة أمس السودان بأنه يعرقل نشر قوة مختلطة بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. وصدر هذا الاتهام عن الناطق باسم مجلس الأمن القومي غوردن جوندرو، قبل لقاء الرئيس جورج بوش اليوم نائب الرئيس السوداني زعيم"الحركة الشعبية"سلفاكير ميارديت، وسط تصاعد الخلافات بين الأخير والرئيس عمر البشير في شأن سبل تنفيذ النقاط العالقة في اتفاق السلام الشامل بين شمال السودان وجنوبه. وقال جوندرو للصحافيين:"في وقت يقومون أي السودانيون فيه بأمور مفيدة ... سُجّل عدم وجود حسن نية، وعرقلة"من جانبهم. وأضاف أن"الولاياتالمتحدة لا تزال قلقة جداً إزاء وتيرة الانتشار القوة المشتركة الدولية - الافريقية في دارفور حتى الآن، وتدعو مجدداً إلى انتشار كامل وسريع لجنود حفظ السلام". ومن المفترض ان يكون لقاء بوش وسلفاكير الذي اثار معارضة حكومة الخرطوم، ناقش سبل وضع حد لأعمال العنف في دارفور. في غضون ذلك، نفى السفير السوداني لدى الأممالمتحدة عبد المحمود عبدالحليم أن يكون لبلاده أي علاقة بفشل عملية نشر القوات المشتركة في دارفور. وقال:"إذا كان هناك فشل في نشر هذه العملية فإن ذلك ليس بسبب السودان"، مؤكداً ان ليس هناك مشكلات في تحديد الدول التي ستشارك بقوة لأن قرار مجلس الأمن نص على عملية مختلطة بقوام افريقي ودعم لوجستي دولي، لافتاً إلى أن الدول الافريقية وعدت بمساهمة بقوات تتجاوز 26 الفاً التي حددها المجلس، كما وعدت الصين وباكستان ومصر بمساهمة هندسية وفنية. وأكد عبدالحليم ان حكومته أوفت بتوفير المساعدات اللازمة لنشر القوة المشتركة وهي الأرض التي ستنشأ عليها مخيمات للقوة والمياه في ولايات دارفور الثلاث. وكان قائد قوات حفظ السلام الدولية جان ماري غويهينو حذر من فشل مهمة القوة الدولية الأفريقية المشتركة في دارفور ما لم يتم تزويدها بمروحيات وشاحنات، مبيناً انه قبل ستة أسابيع من بدء مهمة القوة في دارفور، ما تزال حكومات العالم لم تسهم بعد بالمعدات اللازمة للمهمة. وشدد جويهينو على ان موافقة الحكومة السودانية على تشكيل القوة تعد أمراً ضرورياً بعد رفض الخرطوم مشاركة قوات من تايلاند ونيبال والنروج. وقال إن القوة الدولية التي يبلغ قوامها 26 ألف رجل تحتاج الى ست مروحيات هجومية و18 مروحية نقل من أجل أن تقوم بمهماتها على الوجه الأكمل. الى ذلك، أجرى مبعوثا الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم محادثات مع المسؤولين في الخرطوم أمس ركزت على الاعداد لاستئناف المفاوضات بين الحكومة والمتمردين المقررة الشهر المقبل. ولم يستبعد سالم نقل المفاوضات بين المتمردين والحكومة السودانية إلى خارج ليبيا، وقال للصحافيين إن"الشيء الأكثر أهمية ليس أين نذهب، الشيء الأكثر أهمية هو ما إذا كانوا مستعدين الآن للدخول في مفاوضات". وتابع:"إذا بلغ الأمر أن عارض جميع الأطراف المكان فلن نضحي بالمحادثات من أجل المكان"، لكنه أوضح أن المحادثات الحالية ستختتم في سرت الليبية، ولكن"يمكن مناقشة مجالات محددة في مكان أو آخر".