تصدَّرت شركات الطيران الخليجية أمس ولليوم الثاني على التوالي لائحة مشتري الطائرات في "معرض دبي الدولي للطيران" الذي شهد صفقات، خصوصاً مع "آرباص" الأوروبية وپ"بوينغ" الأميركية، بقيمة إجمالية بلغت 31.3 بليون دولار، ما رفع حصيلة الصفقات منذ افتتاح المؤتمر أول من أمس إلى أكثر من 96.8 بليون دولار. ويختتم المعرض بعد غد. وبلغ عدد الطائرات الجديدة التي تعاقدت الناقلات الخليجية على شرائها 385 طائرة، تضاف إلى 255 طائرة شملتها عقود أول من أمس، ما يشير إلى زيادة شركات طيران خليجية أساطيلها بنحو 640 طائرة جديدة ستنتج لحسابها. وسيطرت أجواء منافسة حادة بين عملاقي التصنيع الجوي"آرباص"وپ"بوينغ"اللذين تسابقا للفوز بأكبر حصة من الصفقات في السوق الإقليمية التي تؤكد دراسات أنها الأسرع نمواً في العالم. وفازت"آرباص"في معرض دبي فقط حتى الآن باتفاقات قيمتها نحو 46.5 بليون دولار لشراء 251 طائرة، من بينها 50 خيار شراء، مقارنة بصفقات قيمتها 30.4 بليون دولار اقتنصتها منافستها"بوينغ". وتشمل صفقات"آرباص"تكلفة المحركات لبعض طائرات الركاب. وعلى رغم الحديث عن"صفقات سياسية"تمت خلف الأبواب المغلقة لتحقيق التوازن وإرضاء الجانبين الأوروبي والأميركي، أكد مسؤولون بارزون تحدثت إليهم"الحياة"أن الأبعاد السياسية تقلصت عن ذي قبل. وأكد الرئيس التنفيذي في الشرق الأوسط لپ"آرباص"حبيب فقيه ان"الضغوط السياسية التي كانت تطغى على المنافسة بين العملاقين تتقلص إلى حد كبير من دون ان تختفي بتاتاً". وقال ان المنافسة باتت تجارية وفنية أكثر منها سياسية، خصوصاً مع احتدام المنافسة على جوانب تقنية ووسائل راحة. ووقعت"الخطوط الجوية السعودية"اتفاقاً مع"آرباص"لشراء 22 طائرة من طراز"أي 320"لم يتم الإفصاح عن قيمتها وان كانت التقديرات ترجح أنها تتجاوز بليوني دولار. وأعلنت شركة"جنرال إلكتريك"أنها فازت بعقد قيمته 1.4 بليون دولار لتأهيل محركات طائرات للخطوط الجوية السعودية وإمداد الشركة بمواد خلال 14 سنة. وأعلنت"طيران ناس"، أول شركة للطيران الاقتصادي في السعودية عن توقيع عقد لشراء خمس طائرات من طراز"إمبراير 190"البرازيلية المتخصصة في الطائرات الخاصة الصغيرة تضاف إلى 20 طائرة"أي 320"اشترتها أول من أمس من"آرباص". وتبلغ قيمة العقد الذي يحمل إمكان شراء خمس طائرات أخرى 348 مليون دولار، ويتضمن حقوقاً لشراء 12 طائرة من الطراز نفسه، ما قد يرفع قيمته النهائية إلى 522 مليون دولار. وتعاقدت"العربية للطيران"، وهي شركة للطيران الاقتصادي تعمل من إمارة الشارقة الإماراتية، على شراء 49 طائرة، منها 34 طائرة مؤكدة بقيمة تتجاوز 3.5 بليون دولار. وأعلنت"طيران الإمارات"أنها ستستثمر أكثر من 600 مليون دولار في منتجات وخدمات لتعزيز راحة المسافرين على متن طائراتها. ويأتي الإعلان بعد يوم من إبرام الناقلة الرسمية للإمارات أكبر صفقة في تاريخ صناعة الطيران العالمية شملت 93 طائرة في طلبيات مؤكدة مع حقوق خيار لشراء 50 طائرة أخرى مستقبلاً باستثمار قدره 35 بليون دولار. ووقعت"مؤسسة دبي لصناعات الطيران"، وهي مؤسسة حكومية تستثمر في خدمات الطيران والاستحواذات والتأجير والخدمات الأخرى، اتفاقاً مع"آرباص"للحصول على مئة طائرة بقيمة 13.5 بليون دولار، كما عقدت صفقة مماثلة مع"بوينغ"للحصول على مئة طائرة أخرى بقيمة 13.7 بليون دولار. وأعلنت المؤسسة ان الصفقة التي وقعتها مع"آرباص"تتضمن صفقة مشتركة مع"رولس رويس"بقيمة 1.2 بليون دولار نظير محركات للطائرات الجديدة. وقال رئيس مجلس الإدارة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم ان الشركة ستصبح خلال فترة زمنية قصيرة رائدة في قطاع تأجير الطائرات. وكشفت"رويال جت"الظبيانية العاملة في مجال الطيران الخاص، عن خطة للتوسع خلال السنوات الخمس المقبلة، مستهدفة عوائد تصل إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2012، تعادل خمسة أضعاف عوائدها الحالية. وضمن الصفقات أيضاً، أعلنت"سيسنا"الأميركية تأكيد طلبية تتجاوز قيمتها 110 مليون دولار لتسليم 11 طائرة خاصة من طراز"سايتايشن"و14 طائرة أحادية المحرك لشركة"الوعلان للطيران"السعودية، إلى جانب عقد آخر بقيمة 80 مليون دولار لتسليم خمس طائرات من طراز"سوفرن"لشركة"سمارت أفييشن"المصرية. وفازت"إمبراير"بعقد لتسليم ثماني طائرات خاصة. ووقعت مجموعة"الجابر"الظبيانية صفقة بقيمة 1.1 بليون درهم 300 مليون دولار مع شركة"إمبراير"لشراء سبع طائرات تشكل نواة أسطول المجموعة في قطاع الطيران الخاص. وأعلنت"آرباص"ان مبيعاتها الإجمالية في المنطقة ستصل نهاية عام 2007 إلى 400 طائرة. وقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي توم أندريس ان"استعادة ثقة العملاء كانت هدفاً رئيساً للشركة بعد مشاكل التأخير التي حدثت في آرباص أي 380"، مستبعداً تأخيراً إضافياً في تسليم طائرة"آرباص أي 380"، كاشفاً ان الشركة ستسلم خلال السنة المقبلة 13 طائرة من هذا الطراز إلى كل من"الخطوط الجوية السنغافورية"وپ"طيران الإمارات"وشركة"كانتاس"الأسترالية. وأعلنت"بوينغ"أنها تتوقع بيع 150 طائرة إلى منطقة الشرق الأوسط مع نهاية العام، مستفيدة من النمو المتسارع لصناعة الطيران المدني فيها وتزايد الاستثمارات في القطاع. وقال نائب رئيس شؤون المبيعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لي مونسون ان"بوينغ"تتجه إلى تحقيق مبيعات قياسية هذا العام في مختلف عملياتها، خصوصاً قطاع الطيران التجاري.