حطم معرض دبي الدولي للطيران التوقعات مسجلاً أرقاماً قياسية للمبيعات في يومه الأول إذ بلغت قيمة صفقات أمس فقط أكثر من 62 بليون دولار، استحوذت"الإمارات"وپ"القطرية"على حصة الأسد منها. وأعلنت"الإمارات"، التي تملكها حكومة دبي، عن توقيع صفقات مع كل من"بوينغ"الأميركية وپ"آرباص"الأوروبية بلغت قيمتها 34.9 بليون دولار لشراء 143 طائرة. وأعلنت"القطرية"، وهي المنافس الإقليمي الأول للناقلة الإماراتية العملاقة، عن توقيع صفقات نهائية بقيمة 22 بليون دولار لشراء 92 طائرة من"بوينغ"، بينها 30 طائرة 777، وخمس طائرات شحن من طراز"دريملاينر 787". وشملت الصفقة طلباً نهائياً بشراء 57 طائرة بقيمة 13.5 بليون دولار إلى جانب حق شراء 35 طائرة جديدة تعادل قيمتها تسعة بلايين دولار باحتساب سعر الطائرة 236 مليون دولار. ولا تشمل الأرقام الإجمالية صفقة لپ"الإمارات"لشراء محركات للطائرات من شركة"رولز رويس"بقيمة 8.4 بليون دولار. واستحوذت"آرباص"، بعد مفاوضات شاقة في اللحظات الحرجة التي سبقت انطلاق المعرض، على حصة الأسد من الصفقات، إذ ستبيع 131 طائرة لپ"الإمارات"من بين 143 طائرة تعاقدت عليها أمس، في ما اعتبره المحللون إنقاذاً للعملاق الأوروبي المأزوم وتحولاً في سير المفاوضات في اللحظات الأخيرة، على رغم تغيير"القطرية"وجهتها إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية لعقد صفقة مع"بوينغ". وتشمل الصفقات صفقة لمصلحة"الوطنية للخدمات الجوية"ناس السعودية لشراء 20 طائرة من طراز"آرباص أي 320"بقيمة بليوني دولار. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها وافقت على شراء 40 طائرة هليكوبتر من"سيكورسكي آركرافت كورب"التابعة لشركة"يونايتد تكنولوجيز"، تشمل 16 طائرة من طراز"إس - 92 آر"و15 طائرة من طراز"إس - 76 آر"المتعدد المهمات، وتسع طائرات هليكوبتر تدريب من طراز"شفايتزر 434". واقترب المعرض، الذي انطلق صباح أمس في مركز معارض مطار دبي الدولي في حضور حشد من كبار المسؤولين وخبراء الطيران العسكري والمدني، يتقدمهم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من تصدر الأحداث الدولية في صناعة الطيران من خلال الصفقات الضخمة التي يتوقع ان تشهدها الدورة الحالية والعاشرة له. وكان منظمو المعرض توقعوا قبل انطلاقه تحقيق صفقات بقيمة 28 بليون دولار مقارنة بپ21.3 بليون دولار في دورته الأخيرة عام 2005، غير ان البداية القوية أمس تشير إلى صفقات بأضعاف تلك التوقعات. ولم تشمل الأرقام المعلنة حتى الآن الطلبيات الصغيرة لشركات الأعمال والطيران الخاص لشراء طائرات لرجال الأعمال، وصفقات التجهيزات الأخرى للطائرات. وتعقد"العربية للطيران"وعدد آخر من شركات الطيران الإقليمية مؤتمرات صباح اليوم ثاني أيام المعرض للإعلان عن صفقات جديدة أبرمتها مع المصنعين. وقال الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لپ"الإمارات"الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ان الناقلة سجلت أكبر طلبية في تاريخ الطيران المدني للمرة الثانية. وقال:"بلغت قيمة التزاماتنا المالية اليوم نحو 35 بليون دولار ثمناً لطائرات جديدة، وتضمنت طلبياتنا المؤكدة 93 طائرة، إضافة إلى حقوق خيار لشراء 50 طائرة أخرى مستقبلاً". وأوضح ان"إجمالي طلبيات الإمارات بلغ إلى الآن 246 طائرة ذات جسم عريض، تزيد قيمتها على 60 بليون دولار". وأضاف:"كانت خططنا عام 2003 تنشد الوصول بالأسطول إلى 100 طائرة بحلول عام 2010، وحققنا هذا العدد قبل ثلاث سنوات من ذلك الموعد، وتجاوز النمو والطلب أكثر التوقعات تفاؤلاً". ويضم أسطول"الإمارات"الحالي 111 طائرة، تخدم 97 محطة في 61 دولة. وأصبحت الشركة الآن الناقلة الجوية الوحيدة في العالم التي تشغل رحلات بلا توقف إلى ست قارات انطلاقاً من قاعدتها الرئيسة. وأعلنت"مدينة الطيران"، أحد المفاصل الرئيسة لپ"دبي ورلد سنترال"، المدينة المقامة على مساحة 140 كيلومتراً مربعاً في جبل علي في دبي، عن إنشاء أكبر مركز في العالم لصيانة الطائرات. وأزيح الستار خلال المعرض عن المخطط الرئيس لپ"مدينة الطيران"، البالغة تكلفتها خمسة بلايين درهم 1.5 بليون دولار وتغطي مساحة 6.7 كيلومترمربع في"دبي ورلد سنترال"، المشروع العملاق الذي يتوقع له ان يرسي ثورة على صعيد مشاريع الطيران والخدمات المتكاملة في العالم. وقال الشيخ أحمد بن سعيد بصفته رئيس مؤسسة مدينة دبي للطيران سيتيح للمستثمرين في هذا المشروع العملاق سهولة الوصول إلى عملائهم الإقليميين والدوليين على حد سواء. كما يسهم في تفعيل مكانة دبي المرموقة في قطاع الطيران مستقبلاً بخاصة أنه يجسد رؤية هذه المدينة الاستراتيجية وتطلعاتها للارتقاء بالمنطقة ككل لتكون مركزاً عالمياً للتجارة والأعمال. ويدشن مطار"آل مكتوم الدولي"عملياته نهاية عام 2008، وصُمم ليكون قادراً على التعامل مع 120 مليون مسافر و12 مليون طن من الشحنات سنوياً. وتُقدر تكلفة البنية التحتية لپ"دبي ورلد سنترال"بنحو 120 بليون درهم 33 بليون دولار. وفي الشق العسكري الذي يستحوذ على 40 في المئة من حجم المعرض، تعقد القوات الجوية الأميركية صباح اليوم مؤتمراً صحافياً يحضره وكيل الوزارة ونائب قائد القوات المركزية الأميركية للإعلان عن أحدث المعدات العسكرية، خصوصاً الطائرة القاذفة الجديدة التي ستخلف"بي 52"وتقف في ساحة العرض الخارجية للمعرض.