أعلنت برلين أمس، أن وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير سيزور الشرق الأوسط اليوم الثلثاء على ان تشمل جولته لبنان وقبرص واسرائيل، في حين أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل"مكالمة هاتفية مطولة"مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، بحثا خلالها في مشروع القرار الفرنسي - الأميركي إلى مجلس الأمن، كما استمعت إلى التعديلات التي طالب بها السنيورة واعتراضاته على عدد من نقاط المشروع. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ إن برلين دعت الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط إلى"وقف القتال استناداً إلى مشروع القرار والتحرك لإيجاد حل سلمي دائم". وأضاف أن ميركل والسنيورة"اتفقا على ضرورة صدور قرار عن مجلس الأمن في أسرع وقت، وأن يحظى بأوسع تأييد ممكن"، مشيراً إلى أن الحديث الهاتفي بينهما كان"مطولاً حول الوضع السياسي على قاعدة مشروع القرار الدولي". وأضاف أن حكومته تعتبر أن القرار"المتوقع صدوره خلال الأيام القليلة المقبلة يتيح فرصة للدخول في عملية تدريجية يمكن أن توصل إلى انهاء النزاع". وتمنى على الأطراف المتنازعة"قبول القرار الذي سيصدر وما سيتضمنه من مطالب ونتائج"، كما حض على"وقف شامل للعمليات القتالية من الجانبين". وفي السياق ذاته، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية إن شتاينماير سيزور الشرق الأوسط"قريباً جداً"للمرة الثانية منذ بدء الحرب. وكان شتاينماير أجرى الشهر الماضي محادثات في مصر وإسرائيل والضفة الغربية. وأعرب مصدر ديبلوماسي مطلع عن اعتقاده بأن جولة الوزير ستشمل دمشق هذه المرة، بعدما طرح شتاينماير على المسؤولين السوريين تقديم"مساهمة بناءة"لإيجاد حل سلمي دائم في الشرق الأوسط، في مقابل تقوية العلاقات الألمانية والأوروبية مع سورية وإخراجها من عزلتها الدولية. وأشار المصدر إلى أن إسرائيل تلقت الموقف الألماني الذي نقله وفدان إلى دمشق الأسبوعين الماضيين ب"جفاء وامتعاض". ولم يستبعد أن ينتقل شتاينماير من دمشق إلى بيروت للاجتماع مع كبار المسؤولين اللبنانيين، على خلفية الاتصال الهاتفي بين ميركل والسنيورة. من جهة أخرى، أجرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتصالات هاتفية بزعماء العالم، في محاولة لتضييق هوة الخلافات حول القرار الدولي المرتقب في شأن لبنان، فيما تتزايد الضغوط السياسية عليه بسبب موقفه من الأزمة. وقالت ناطقة باسم الحكومة البريطانية إن بلير تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى الرؤساء الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين، للعمل على التوصل إلى اتفاق سريع على قرار دولي. واضافت أنه"اجرى اتصالات هاتفية مطولة مع بوش وبوتين، للبحث في سبل حشد أكبر قدر من التأييد لقرار الاممالمتحدة، والتوصل الى اتفاق على القرار في أقرب وقت". وواصل بلير الذي ارجأ اللحاق بأسرته في عطلة سعياً الى إجراء اتفاق عبر الاتصال بالقوى المؤثرة في مشاورات الاممالمتحدة. وعلقت الناطقة على رفض لبنان مسودة القرار بالقول:"اننا نعترف بجوانب الاهتمام لدى الطرفين ونحن نتعامل مع دولتين لديهما اختلافات عميقة، ورئيس الوزراء يسعى إلى التقريب بين بعض هذه الاهتمامات". وأشارت إلى أن بلير يعتقد أن"هناك حاجة أكثر إلحاحاً لإنهاء هذه العمليات الحربية"، لافتة إلى أنه"لن يذهب إلى أي مكان، وحتى إذا ذهب إلى مكان ما، فسيبقى على اتصال بالأطراف كافة وعلى علم بتطورات الموقف أولا بأول".