أقرّت مصادر في الحكومة الألمانية ضمناً بوجود خلاف مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بسبب رفض الأخيرة مقررات مؤتمر أنابوليس للسلام الداعية إلى تنفيذ حل الدولتين. وأدى هذا الخلاف حسب مصادر مطلعة أشارت إليها مجلة «دير شبيغل» الألمانية إلى إرجاء المستشارة أنغيلا مركل اجتماعا مشتركا بين أعضاء حكومتي البلدين كان مقرراً عقده مطلع حزيران (يونيو) المقبل في برلين. وتسبب الخلاف، بحسب المصادر، بعدم نشر فحوى برقية التهنئة التي أرسلها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير إلى نظيره أفيغدور ليبرمان كما هو معهود. وقالت المجلة إن البرقية تضمنت تحذيرات من مغبة رفض حل الدولتين. وتفادى الناطق باسم الحكومة أولريش فيلهلم الرد بصورة مباشرة على سؤال ل «الحياة» عن هذا الموضوع، لكنه شدد على «تمسك برلين بمواصلة عملية السلام مع التركيز على حل الدولتين». وحاول الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية ينس بلوتنر التقليل من أهمية نشر برقية التهنئة و «تحميلها أكثر مما تحتمل»، مؤكداً أن اعتراف ليبرمان ب «خريطة الطريق» يلزمه الاعتراف أيضاً بعملية أنابوليس التي رفضها. وقال: «قناعتنا هي أن خريطة الطريق التي أقرها مجلس الأمن هي أساس كل الجهود المبذولة، والقصد من أنابوليس كان تسهيل حصول تقدم على قاعدة ما نصت عليه الخريطة... ومن هنا، فإن إسرائيل شريك في الخريطة ووزير الخارجية ليبرمان يعترف بها بوضوح، وهي المعيار والأساس الذي نعمل عليه». ولفت إلى أن «خريطة الطريق هي في النهاية طريق للوصول إلى حل الدولتين»، ملاحظاً أن المرحلة الحالية «دقيقة وحساسة». وأكد رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الاتحادي عضو قيادة الحزب الديموقراطي المسيحي الحاكم روبرشت بولنتس أن الخلاف ذاته موجود حالياً بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أكد في اسطنبول قبل يومين مرة أخرى أن طريق السلام في الشرق الأوسط يتمثل بحل الدولتين كما أقره مؤتمر أنابوليس. وبعد أن تحدث عن «توتر» في المواقف الحالية بين تل أبيب من جهة وواشنطن وبروكسيل من جهة أخرى، شدد على أن «من مصلحة أوباما والأوروبيين إقناع الإسرائيليين والحكومة الجديدة بالقبول بحل إقامة دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل».