اعتبرت ألمانيا أمس، أن سورية وايران"جزء من المشكلة والحل"، في حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن ما يحصل في لبنان"كارثة"ستسيء الى البلد وتضعف ديموقراطيته"الضعيفة"، معرباً عن أمله في الاعلان عن خطة"في الأيام المقبلة"لوضع حد للقتال. وطغت التطورات في لبنان على وقائع مؤتمر صحافي عقده بلير ونظيره العراقي نوري المالكي في 10 داونينغ ستريت أمس. وواجه بلير هجوماً حاداً من الصحافيين الذين تركزت أسئلتهم على انتقاد سياسته تجاه الحرب على لبنان التي وصفها بعضهم بأنها"متحيزة لإسرائيل". ورداً على سؤال ل"الحياة"عن أسباب عدم مطالبته بوقف لإطلاق النار، قال بلير:"أنا رجل عقلاني، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار من جانب واحد. أعني أن هذا لن يتم من دون خطة لحل القضية في المدى القريب. هذه الخطة يجب أن تتضمن إطلاق الجنديين الإسرائيليين، ثم وقف النار. وفي الوقت نفسه، إيجاد قوة دولية يتم بناؤها تدريجياً للعمل في الجنوباللبناني، وتكون بمثابة عازل بين اللبنانيين والإسرائيليين". وأضاف:"هذه هي الخطة التي نعمل على إنجازها منذ اجتماع الدول الثماني. نحن نعمل بكل الجهد والمثابرة، ومن كانت لديه خطة بديلة، فليقدمها لي". وحين سُئل عن وضع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، أكد أنه"سيكون جزءاً من الحوار. ولكن علينا أن نعمل على إتمام هذه الخطة أولاً". وتمسك بلير برفضه إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كما رفض التعليق على الدعوة التي وجهها حزب"الديموقراطيين الأحرار"لحكومته للكف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل. لكن بلير امتنع مرة جديدة عن المطالبة بوقف فوري للنار في لبنان، وأكد الناطق باسمه أن وقفاً"احادياً لاطلاق نار لن يجدي نفعاً". وفيما تتضاعف الضغوط على بلير بما في ذلك من داخل حزب"العمال"، أكد الناطق أن رئيس الوزراء"قلق ازاء الخسائر البشرية، ولهذا السبب وقع على بيان مجموعة الثماني الذي يدعو اسرائيل علناً الى الحد من الخسائر البشرية". وأضاف:"لا يمكن أن نتخذ موقفاً احادياً ونأمل في شكل واقعي في وضع حد للنزاع"، مشيراً الى أن فكرة تشكيل قوة دولية لارساء الاستقرار في جنوبلبنان"بدأت تتبلور". وتتطابق المواقف البريطانية الى حد بعيد مع مواقف واشنطن منذ بداية النزاع في لبنان قبل 13 يوماً. وأكد هذا الناطق البريطاني أن وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكييت أجرت محادثات الاسبوع الماضي مع نظرائها في الشرق الاوسط، كما أجرى بلير ايضاً اتصالات حول الازمة في لبنان. وفي برلين، دعت الحكومة الألمانية إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط من أجل وضع حد لمعاناة المدنيين، فيما كشفت الخارجية الألمانية أن الوزير فرانك فالتر شتاينماير اتصل بنظيره السوري وليد المعلم"بطلب من اسرائيل". وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة أولريش فيلهلم على ضرورة أن لا يكون وقف النار"هدنة مخادعة"بل أن يكون مقدمة لانهاء الأزمة في المنطقة في صورة دائمة. وأشار الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتين ياغر إلى وجود"تفاؤل حذر"بعد زيارة وزير الخارجية إلى مصر وإسرائيل والمناطق الفلسطينية نهاية الأسبوع الماضي. وأيدت المستشارة الألمانية آنجيلا مركل في مقابلة تلفزيونية ليل أول أمس إرسال قوات سلام إلى جنوبلبنان، لكنها رفضت مشاركة جنود ألمان فيها. وشددت على ضرورة تقوية الحكومة اللبنانية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. ولخص الناطق باسم الخارجية نتائج رحلة شتاينماير قائلاً:"لدينا تفاؤل حذر ودلائل أولية عن وجود إشارات الى حل ديبلوماسي". وتابع من دون الخوض في التفاصيل أن شتاينماير ذكر بعد اجتماعاته في إسرائيل أن هناك تحركات ديبلوماسية في المنطقة"وسنرى كيف ستتطور الأمور في الأيام المقبلة". وأثنى ياغر على الجهود التي تبذلها مصر والرئيس الفلسطيني محمود عباس لإطلاق الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة معتبراً"أن هذين الشريكين يلعبان دوراً بناء ومهماً، ولدينا أمل في أن تثمر هذه الجهود في المستقبل القريب". ونفى كل من فيلهلم وياغر من جديد وجود نية لأن تلعب ألمانيا"دور وساطة منفردة"، لكن ياغر ذكر أن شتاينماير سيلتقي اليوم الثلثاء في جزيرة مالطا مع رؤساء الوفود الديبلوماسية الألمانية الذين زاروا دول المنطقة المعنية بالنزاع للاطلاع على المحادثات التي أجروها وتقويمها"من أجل تحديد أسس حل ديبلوماسي"على أن يشارك الوزير الألماني يوم الأربعاء في"اجتماع روما"للبحث في الوضع في لبنان وكيفية تقوية حكومته. وبعدما كشف ياغر من دون ذكر تفاصيل أن شتاينماير أجرى اتصالاً بنظيره السوري وليد المعلم"بطلب من إسرائيل"، ذكر أن"إيران وسورية جزء من المشكلة في لبنان وجزء من الحل أيضاً". وبمبادرة من"حزب اليسار الأوروبي"، أُعلن في برلين أن ممثلين عن أحزاب اليسار في اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا سافروا أمس إلى لبنان للتضامن مع شعبه والاحتجاج على الحرب الإسرائيلية ضده. في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي خلال لقاء مع الصحافيين:"أخذنا علماً بتصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي تشكل مؤشر انفتاح في موضوع القوة الدولية"، مشيراً الى أن"التشكيل المزمع لهذه القوة سيُتطرق اليه خلال الاجتماع الوزاري في روما"الاربعاء المقبل،"وسيناقش ايضاً في اطار الاممالمتحدة". وأضاف أن"تشكيل هذه القوة يفترض مسبقاً اعلان وقف اطلاق نار وتوافق الاطراف". وقال ماتيي رداً عن سؤال عن حجم المشاركة الفرنسية في هذه القوة:"اذا شُكلت هذه القوة، فيجب أن تحظى بالمقومات اللازمة للقيام بمهمتها. إلا أن من السابق لأوانه البحث في مكوناتها". وأكد في هذا السياق أن"المشاركة الممكنة لفرنسا سيقررها في الوقت الملائم الرئيس"الفرنسي جاك شيراك.