احتفلت روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين فضائيتين في الذكرى الخمسين لاطلاق أول قمر اصطناعي الى الفضاء، بتوقيع اتفاق لاستخدام التكنولوجيا الروسية في وكالة"ناسا"للبحث عن الماء في القمر والمريخ. وحرص الجانبان على اغفال التنافس الذي حدث بينهما كقوتين عظميين خلال الحرب الباردة والخلافات الاخيرة حول نظام الدفاع الاميركي الصاروخي المضاد للصواريخ، وركزا على ما حققاه معاً في المهمات الفضائية المشتركة بين السفينة الاميريكية"ابولو"، والروسية"سويوز"عام 1975، ولاحقاً في محطة الفضاء الدولية. وقال كليتون أندرسون مهندس رحلة"ناسا"في رسالة فيديو مسجلة من محطة الفضاء الدولية"ما هو أفضل من هذا ليضرب مثالاً للمواطنين في بلدينا وفي العالم عما هو ممكن ان يتحقق اذا عملنا معاً بروح التعاون والشراكة والصداقة". وحضر توقيع الاتفاقية رائد الفضاء الروسي اليكسي ليونوف الذي قام بأول مهمة سير في الفضاء، عشية ذكرى اطلاق القمر الاصطناعي الروسي"سبوتنيك"في الرابع من تشرين الأول اكتوبر عام 1957 ليصبح أول قمر اصطناعي يطلق الى الفضاء. وأذهل اطلاق الاتحاد السوفياتي السابق لاول قمر اصطناعي الى الفضاء الأميركيين، الذين فشلت محاولاتهم في هذا المجال حتى ذلك الوقت، ما فجر سباقاً ساخناً في الفضاء بين الجانبين خلال سنوات الحرب الباردة. وسيسمح الاتفاق في استخدام المعدات العلمية الروسية في مهمات"ناسا"للبحث عن الهيدروجين وهو مؤشر لوجود المياه على ان يتم البحث في القمر أولاً ولاحقاً في المريخ. وقال اناتولي برمينوف رئيس وكالة الفضاء الروسية الاتحادية"آمل ان نستمر في التعاون... وان يستمر العلماء الروس والاميركيون في العمل معاً في مشروعات مشتركة تسمح لنا في استكشاف القمر في والمريخ بنجاح". ويريد علماء"ناسا"ان يدرسوا خلال مهمة لاستكشاف القمر في تشرين الاول اكتوبر من السنة المقبلة، الموارد التي يمكن ان تدعم محطة دائمة مأهولة بالرواد تقام على سطح القمر العقد المقبل. وبعد عام سترسل"ناسا"السفينة"مارز ساينس لابوراتوري"في مهمة غير مأهولة تهبط على سطح الكوكب الاحمر عام 2010 لتقضي سنتين تحلل خلالهما سطح المريخ. وستستخدم التكنولوجيا الروسية أيضاً في هذه المهمة للبحث عن مؤشرات لوجود الماء.