بدأ الممثل ذو الجذور الفرنسية - الأميركية المختلطة كريستوف لامبرت أو كريستوفر لامبرت كما يسميه البعض، مشواره السينمائي بداية الثمانينات، في دور طرزان بالتحديد، إلى جوار أندي ماكدويل التي كانت أيضاً مبتدئة قادمة مباشرة من ميدان عرض الأزياء. وكان عنوان العمل الذي جمعهما على الشاشة هو"غريستوك/ أسطورة طرزان ملك القردة"، وتسبب الفيلم بفضل نجاحه العالمي في شهرة بطليه، وراح لامبرت يحترف أدوار المغامرات، خصوصاً منذ أن أدى الشخصية الرئيسة في سلسلة أفلام"هايلاندر"التي تدور أحداثها بين الماضي والمستقبل. وآخر أفلام لامبرت عنوانه"مخطوفة دوفيل"، أخرجته النجمة السينمائية صوفي مارسو التي أضافت الإخراج إلى نشاطها التمثيلي منذ حوالى خمس سنوات، وهي تعيش حالياً مع كريستوف لامبرت حكاية غرامية تزيد من حدة الحبكة العاطفية التي تدور بينهما في الفيلم المذكور. وصار لامبرت لا يكتفي بالتمثيل أو حتى بالإنتاج السينمائي الذي يمارسه منذ 15 سنة، فهو راح يبتكر موقعاً على شبكة الإنترنت يتخصص في وضع أنواع السلع تحت تصرف كل من يحتاج إليها من دون مقابل، بمعنى أن الشخص الذي يملك بضاعة ما من ملابس وأغراض منزلية وأثاث ليس في حاجة إليها، يعلن عنها في الموقع إلى أن يعثر على مقتن يكون من جانبه في حاجة إلى شيء أو أكثر من قائمة المعروضات، ويتم الاتفاق بين الطرفين على مكان وموعد التسليم وتتم الصفقة من دون مقابل مالي. والشرط الوحيد هو أن يملك الفقير القدرة على استشارة الإنترنت والتردد على الموقع للاطلاع على قوائم الموجودات. لمناسبة عرض فيلم "مفقودة دوفيل" التقت "الحياة" كريستوف لامبرت وحاورته : ما حكاية موقع الإنترنت الذي لا علاقة له بالفن؟ - لا أفقه الكثير في الإنترنت أو في ابتكار المواقع الجديدة، لكنني تعرفت بالصدفة إلى رجل متخصص في هذا المجال وعرضت عليه مشروعي لموقع يعرض مقتنيات لا يريدها أصحابها، فتقبل الفكرة وعرض تنفيذ التفاصيل التقنية حتى تتحول الفكرة إلى واقع، إضافة إلى كونه شاركني في الإنتاج وصار الموقع ملكية لي وله على السواء، وأن كان يحمل اسمي بسبب شهرتي وشعبيتي. يحمل الموقع اسمك الشخصي إذاً؟ - يمكن الوصول إليه من طريق كتابة اسمي الشخصي طبعاً، لكن الاسم الأسهل الذي يفتح الصفحات مباشرة هو wigiwig. فكرة العطاء هي التي تصنع طرافة هذا الموقع، فما الذي دفع بك إلى ذلك؟ - الرد على السؤال في منتهى البساطة ويكمن في النظر من حولنا أينما وجدنا وليس فقط في الدول المنتمية إلى العالم الثالث، فالفقر يزداد مع كل يوم والفوارق الاجتماعية تكبر، بمعنى أن الثروات تكبر من ناحية وقلة الإمكانات تكبر بدورها في كفة الميزان الثانية، فما الذي يمنع الشخص الذي يملك بعض الأشياء التي لم تعد تفيده من أن يعطيها الى شخص آخر بدلاً من أن يرميها. مثل هذا التصرف لا بد من أن يتحول إلى رد فعل طبيعي جداً لدى كل واحد منا. وأنا متأكد من أن الموقع يمكنه أن يساهم في التقليل ولو في شكل بسيط، من العذاب الناتج من الحرمان لدى الكثيرين. ترغب إذاً في أن ينتشر الموقع على الصعيد الدولي؟ - طبعاً، بما أن الإنترنت شبكة عالمية، فلماذا يقتصر الموقع على حلة فرنسية أو أوروبية أو أميركية؟ وما فائدتك من هذا الموقع؟ - الإحساس بأنني أقدم الخير إلى الناس وبأنني لا أمارس مهنتي الفنية التي تجلب لي المال الوفير في صورة أنانية بحتة. أديت إلى الآن أدواراً مبنية على الحركة والمغامرات، خصوصاً في أفلام تدور أحداثها في المستقبل، فهل تعشق هذا اللون السينمائي إلى حد كبير؟ - أحب أفلام المغامرات المعتمدة على التقنيات الحديثة والمستقبلية، لأنني أنظر إلى السينما بعيني الطفل الكامن في داخلي وأريد أن أحلم وأن أثير مخيلة المتفرج، فلا يهمني الدور الذي يصور حياة الناس كما هي والمصور في شارع أو في شقة. أريد الحضور في الأستوديو وسط ديكورات مستقبلية مبنية خصيصاً للفيلم وتنقلني بسرعة البرق إلى عالم أخر. أبحث عن متعتي في أثناء العمل وبالتالي عن متعة المتفرج حين يشاهد أفلامي. وما فائدة العمل في ميدان الفن والخيال إذا كان علي التصرف أمام الكاميرا مثلما أتصرف في حياتي اليومية؟ أنا لا أجيد المصارعة ولا المشاجرة ولا أفقه أي شيء في ألعاب الفيديو وكل ما هو إلكتروني، ومع ذلك أظهر في أفلامي بمثابة البطل في كل هذه الميادين، وهذه هي معجزة السينما. لكن هل تفكر في اعتزال هذا اللون السينمائي مثلاً والاتجاه الى أعمال رومانسية مثل"مخطوفة دوفيل"؟ - لا أفكر في اعتزال أي شيء، لكنني أستمر في دراسة السيناريوات التي أتلقاها وأقبل تلك التي تثير اهتمامي مع الابتعاد عن الأفلام الواقعية لأنني لا أميل إليها كمتفرج أو كممثل أو كمنتج. ماذا كان شعورك حين مثلت بإدارة شريكة حياتك صوفي مارسو؟ - عاملتنا كلنا، أنا وسائر أفراد الفريق الفني، بصورة ممتازة وبإنسانية كبيرة من النادر أن تتوافر لدى مخرج يحمل عبء فيلمه فوق كتفيه. كانت صوفي صبورة ومنفتحة تجاه كل الآراء والانتقادات والشكاوى وحاجات هذا وذاك. وكنت في غاية السعادة بالعمل تحت إدارتها، بصرف النظر عن كونها شريكة حياتي، وأؤكد أنها عاملتني مثل أي فنان آخر في الأستوديو. أنت لا ترغب في الدخول في تفاصيل السؤال؟ - أجبت على السؤال وكل ما هو خارج عن إطار إجابتي يمس حياتنا الشخصية أنا وصوفي، ولا مجال له فوق صفحات الجرائد. هل بقيت على علاقة بالممثلة أندي ماكدويل التي شاركتك بدايتك السينمائية في فيلم"غريستوك/ أسطورة طرزان"؟ - يحدث أن ألتقيها في مناسبات سينمائية هنا وهناك، لكنني لا أحتفظ بعلاقة صداقة وطيدة معها ولا أتصل بها هاتفياً أو أدعوها إلى حفلة عيد ميلادي أو إلى سهرة خاصة بانتهاء العمل في أحد الأفلام التي أنتجها أو أمثل فيها. اتخذ كل منا طريقه في الحياة من بعد"طرزان"وما يجمع بيننا هو الفيلم الذي شهد بدايتنا المشتركة، وهذا كل ما في الأمر. وأنا أحتفظ من علاقتنا في أثناء التصوير بذكريات خفيفة وحلوة، فقد كنا نشجع بعضنا البعض قبل البدء في تمثيل كل مشهد جديد، كما كنا نضحك كثيراً لأن الضحك خير علاج ضد الخوف والخجل. لم أحلم بالنجومية السينما هي التي جاءت إليك في البداية، عرفت كيف تستمر فيها وتبني لنفسك شهرة عالمية، فما هو دور الحظ في حياتك الفنية؟ - لعب الحظ دوراً أساسياً في مشواري الفني لأنني لم أحلم لحظة واحدة في حياتي بالنجومية أو بالتمثيل واكتفيت بتقبل الواقع وبانتهاز الفرص، ثم تدربت بعض الشيء لأحسّن مستوى أدائي، لكنني إلى اليوم لا أزال بمثابة مبتدئ في التمثيل الدرامي مثلاً، ولا أعتبر نفسي صاحب موهبة إنما فنان غريزي أعتمد على حاستي السادسة وأجيد التصرف في الوقت المناسب. والدليل هو حصولي في مطلع حياتي السينمائية على دور غريزي جداً، هو طرزان، الرجل - القرد. وكان مخرج هذا العمل اختارني إثر مشاهدته لي في فيلم فرنسي متوسط المستوى، فأنا مدين بالكثير لعنصر الحظ خصوصاً ان دوري في الفيلم الفرنسي المذكور جاءني بالصدفة بواسطة شخص كنت أعرفه يعمل في ميدان السينما. هل تختار أدوارك في شكل غريزي عفوي أيضاً أم بدافع أخر؟ - أقع في غرام السيناريو أولاً ولا يهمني دوري بالتحديد، لذلك ظهرت في أعمال ممتازة وأخرى متوسطة، بينما رفضت البطولة في أفلام كثيرة لم تعجبني حبكتها واتضح في ما بعد أنها كانت جيدة. فتح شهيتي ما هي أحلى ذكرياتك المهنية؟ - فيلمي الجديد"مخطوفة دوفيل"لما تتميز به حكايته بعلاقة وطيدة بين رجل وامرأة في إطار حبكة بوليسية مثيرة وكاتمة للأنفاس، ثم إن مخرجته صوفي مارسو عرفت كيف تحسن إدارتنا أنا وسائر الممثلين أثناء التصوير. أنا أعترف بأن هذا العمل أعاد إلى نفسي حب مهنتي وفتح شهيتي من جديد على الأداء أمام الكاميرا، بعدما فكرت جدياً في الاعتزال أثر سلسلة من التجارب السيئة في أفلام فاشلة فأردت التخصص في الإنتاج فحسب. وهناك طبعاً ذكريات مجموعة أفلام"هايلاندر"وهي رائعة. هل تفكر في العمل المسرحي؟ - لا، لأنني أعتبر نفسي ممثلاً سينمائياً، ولأن المسرح يخيفني بعض الشيء، وأفضل تركه لأصحاب الشهادات من خريجي مدارس الدراما.