«حكايات أرواح» هو عنوان المسرحية التي أعادت الممثلة الفرنسية صوفي مارسو بعد حوالى 20 سنة إلى مسرح «رون بوان» الباريسي، حيث كشفت المرأة الجميلة قدرات درامية قوية للمرّة الأولى على الخشبة. فالممثلة التي بدأت مشوارها السينمائي بفيلم عنوانه «الحفلة» في عام 1980، وهي ما زالت في الرابعة عشرة من عمرها، خاضت تجربتين مسرحيتين فقط خلال مسيرتها الفنية. الأولى في عمل فكاهي حيث كان عودها طريّ في التمثيل، والثانية منذ عشرين سنة حيث أدت الشخصية التي مثلتها في السينما الراحلة أودري هيبورن في الفيلم الشهير «ماي فير ليدي»، وذلك بعنوان «بيغماليون». وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على أول فيلم لها، لا تزال مارسو الجذابة تتربع على عرش نجمات السينما الأوروبية على المستوى الدولي. فهي تمثل في أفلام فرنسية وإنكليزية عالمية. كما طلب منها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسو ميتران تواجدها إلى جواره في رحلة ديبلوماسية إلى اليابان في بداية التسعينات، كون شعبيتها في هذا البلد ترادف شهرة بريجيت باردو. لبّت مارسو الدعوة، مساهمة برفع اسم فرنسا وتحسين العلاقات الودية والتجارية بين البلدين. تزوجت مارسو في شبابها الأول، من السينمائي البولوني أندريه زولافسكي وأنجبت منه ولداً عمره الآن 13 سنة. وكثيراً ما اعترفت صوفي بأن زولافسكي الذي يكبرها بحوالي 20 سنة، لعب دوراً كبيراً في تربيتها الثقافية وفي نضوجها الفني. فهو كاتب ومخرج مسرحي تحول إلى مخرج سينمائي عند قدومه من بولونيا إلى فرنسا في السبعينات. وأكدت بعض المصادر الإعلامية أن زولافسكي كان يغير من نجوميتها، ويحاول تحطيم ثقتها بنفسها بشتى الطرق، إلى درجة منعها من قبول العمل في الأفلام الشعبية التي قد تزيد من شهرتها. وكانت حجّته أن «السينما التي تخاطب الجمهور العريض تفتقر إلى الأفكار الفلسفية العميقة» التي اعتبرها هو مناسبة لشخصية زوجته. هذه المشكلات أدت إلى انفصال مارسو من أندريه زولافسكي، لترتبط بمنتج أميركي أنجبت منه طفلة، وسرعان ما انفصلت عنه أيضاً. وتعيش المرأة الجميلة منذ سبع سنوات، علاقة عاطفية حميمة يسودها الوفاق مع النجم كريستوفر لامبرت بطل فيلم «غريستوك أسطورة طرزان سيد القردة». لم تكتفِ مارسو بموهبة التمثيل، بل تخطّتها إلى الإخراج السينمائية ونفذت فيلمين، الأول «حدثني عن الحب» (عاطفي رومانسي) والثاني «مختفية دوفيل» (بوليسي غامض). كما عُيّنت سفيرة رسمية لدار شوميه للمجوهرات الراقية. لفتها نص إينغمار برغمان اقتصر نشاط مارسو منذ 20 سنة على السينما، إلى أن قرأت السيناريو الذي كتبه السينمائي السويدي الكبير والراحل إينغمار برغمان بعنوان «حكايات أرواح»، فلفتتها واقعيته في سرد المواقف التي تعيشها امرأة شابة يخونها شريك حياتها ولا تعرف سوى الحزن والوحدة. فاتصلت مارسو مباشرة بالمخرجة المسرحية الشابة ينيديكت أكولا، لتعرض عليها تحويل هذا النص إلى عمل مسرحي يتمحور حول ممثلة واحدة من بطولتها. ومنعت مارسو المصورين من التقاط صور لها وهي تؤدي دورها، مشترطة أن تقوم بهذه المهمة مصورة محددة تعرفها هي شخصياً منذ سنوات طويلة وتمنحها ثقتها التامة. وعلى مدراء تحرير الصحف والمجلات استخدام صور مصورتها الخاصة، سواء أعجبهم الأمر أم لا.