قدمت مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم مساء أمس مجموعة تصاميمها من الأزياء التقليدية في ختام مهرجان "لوكس" للأناقة الذي أقيم في مجمع "بيال" في وسط بيروت. وهي مجموعة لم تضمنها المصممة فساتين ال"هوت كوتور". وعللت المصممة ذلك بأن الدعوة الى المشاركة في العرض أتت قبل شهر ونصف الشهر فقط، وهو تاريخ، على غم أنه متأخر، لم يمنعها من إنجاز 40 قطعة متميزة سيشملها العرض. كما أتى عملها على إنجاز مركز جديد لدارها سيفتتح قريباً ليأخذ جزءاً كبيراً من وقتها. وقسمت الجاسم مجموعتها إلى أربعة أقسام. الأول تراثي بحت قوامه تسع قطع من التراث السعودي باللون الأسود أدخلت إلى الزي الألوان البرتقالية والترابية. أما الثاني، فتألف من 21 قطعة كلاسيكية بنفحة عصرية من حيث الأقمشة والقصّات والألوان التي تدرجت من الهادئة والصباحية إلى الترابية. فكانت ألوان الخضار والأرض والبحر. ويأتي الثالث الأكثر شباباً وحيوية من دون أن تخلو من النفحة التراثية. ويختتم العرض بالقسم الرابع، ثياب الزفاف الثلاثة ليلة الحنة والصباحية والغمرة وتألفت كل منها من قطعتين: الثوب والعباءة، بألوان طغى عليها الأخضر والزهري. واستخدمت للعباءات أقمشة التول والشيفون والحرير بألوان الأخضر التفاحي والأخضر الداكن والزهر. تمسّك بالتراث تخصصت الجاسم في هندسة الكومبيوتر في الولاياتالمتحدة وتحولت إلى تصميم الأزياء الذي طالما عشقته، تعتبر خيط "بريسم" أو خيط الحرير مصدر إلهامها. سمّت دارها باسمه وجعلته أساس بناء كل مجموعة لها على اعتبار أنه "لم يخب أمل المرأة يوماً". وتضيف: "كل متمسك بالتراث يدرك أن بريسم الذي عرفه الأقدمون وأتوا به إلى الخليج من الهند هو أساس كل قماش جميل وفاخر. فالخطوط التي يطرز بها تعتمد على هذا الخيط لقوته ونعومته ولمعته والفخامة التي يضفيها على الأثواب"... لافتة إلى أن "خطوط التطريز أو ريشم بالهندية هي دائماً من الحرير". وعن الإقبال على الملابس التراثية عند الزفاف والمناسبات الخاصة تقول الجاسم: "السعوديات لم يتخلّين يوماً عن زيهن التقليدي. ربما خفّ ذلك مع ثورة الفضائيات التي جعلتهن يبهرن بالتصاميم العصرية، لكن ثمة صحوة أسبابها اجتماعية واقتصادية وسياسية ظهرت أخيراً وأعادت النساء العربيات إلى التراث وجعلتهن يعدن من جديد إلى الأثواب والعباءات العربية". وفي ما يتعلق بعرض السعوديات للأزياء تقول: "السعوديات من أجمل الفتيات ومن أكثر العارفات بالموضة. خارج السعودية أعتمد على اللبنانيات والأجنبيات في عروضي. لكن في العروض التي تجرى في الداخل والمحصورة فقط ضمن دائرة الصديقات والقريبات، استعين ببنات صديقاتي وقريباتي اللواتي يعرضن أمام شقيقاتهن وأمهاتهن ببراعة واحتراف"، لتلفت إلى أن "شاباتنا أفضل من غيرهن من العارضات لأنهن مريحات في التعامل مع الأثواب لدرايتهن بكيفية ارتدائها".