اعلنت الخارجية الاميركية امس ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستزور الشرق الاوسط الاسبوع المقبل تمهيداً لمؤتمر الخريف الدولي حول الشرق الاوسط المتوقع عقده منتصف تشرين الثاني نوفمبر برعاية الولاياتالمتحدة. وقد ترعى رايس الجولة الاولى من المفاوضات، بين مجموعتي عمل اسرائيلية وفلسطينية تم الاتفاق في شأنها في قمة، استغرقت ساعتين، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدسالمحتلة امس. وقد تستغل رايس زيارتها لتوجيه دعوات الى المؤتمر الذي قد يكون"اجرائياً"يمهد للمفاوضات الحقيقية الصعبة في شأن الدولة الفلسطينية بعده. وقال مسؤول اسرائيلي كبير، بعد القمة،"ننوي البدء بمفاوضات من دون حدود في الزمن، حول اتفاق نهائي بعد المؤتمر الدولي. راجع ص 4 وقال شون ماكورماك، الناطق باسم الخارجية الاميركية ان"هناك الكثير من العمل يجب القيام به وجزء منه سيكون توجه الوزيرة الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط"، لكنه لم يكشف جدول اعمال رايس التي تقوم بجولتها السابعة في المنطقة هذه السنة. واضاف:"سيكون هناك الكثير من الجولات المكوكية على مختلف الاطراف في المنطقة"، معتبراً ان"العمل الجدي سيبدأ فعليا". واظهرت الجولة السابقة لرايس في الشرق الاوسط في 19 و20 ايلول سبتمبر الماضي انه لا يزال ثمة تباعد بين طموحات الفلسطينيين"الكبيرة"و"الاهداف المتواضعة"للولايات المتحدة. وتتزامن جولة رايس مع اتفاق اولمرت وعباس الاربعاء لاقرار"وثيقة مشتركة"تشكل اساساً للمفاوضات بعد مؤتمر الخريف. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه بناء على هذه الوثيقة"ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي للتوصل الى معاهدة سلام شاملة على اساس خريطة الطريق ورؤية الرئيس بوش ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية العربية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وحل قضايا الوضع النهائي كافة". ورفض أولمرت امس دعوة عباس الى وضع جدول زمني محدد لحل قضايا الوضع النهائي بما في ذلك الحدود ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع"بعد مؤتمر الخريف سيبدأ الجانبان التفاوض على اتفاق نهائي من دون جدول زمني". وقال عريقات ان المؤتمر الدولي سيكون"بداية لمفاوضات الوضع النهائي من أجل الوصول لمعاهدة السلام التي تتناول جميع القضايا الاساسية وان قضية وضع جداول زمنية ستبحث في وقت لاحق، وأعرب عن اعتقاده"بأن ذلك سيُترك للمؤتمر كي يقرره". وكان عباس وأولمرت اجتمعا على انفراد قبل ان يستدعيا فريقيهما المفاوضين لاصدار تعليمات ببدء صياغة الوثيقة اعتباراً من الاسبوع المقبل. وقال دايفيد بيكر، الناطق باسم اولمرت للصحافيين:"هذه اجتماعات لمجموعات العمل تستهدف صياغة بيان مشترك في وقت مناسب للمؤتمر الدولي المقبل". مشيراً الى الحاجة لصوغ"بيان مناسب للجانبين". وشدد ياسر عبد ربه، مستشار عباس، على انه لن تعلن تفاصيل الوثيقة المشتركة بينما المفاوضات جارية. وأشار الى أنه بمجرد صوغ وثيقة ستقدم الى جهات صنع القرار في منظمة التحرير الفلسطينية وفي حكومة أولمرت. وكان البيان المشترك، الصادر بعد قمة القدسالمحتلة رجح الموقف الإسرائيلي الرافض الطلب الفلسطيني أن يتناول"مؤتمر الخريف""القضايا الجوهرية"في الصراع الفلسطيني ? الإسرائيلي بل حصر أعماله في بيان ختامي"ضبابي"لا يلزم إسرائيل في شيء. وفي غزة أعربت حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة اسماعيل هنية عن قلقها ازاء"اللقاءات التي يعقدها الرئيس عباس مع اولمرت، وقال الناطق، باسم الحكومة، طاهر النونو إن الحكومة تعبر عن"قلقها وارتيابها ازاء الخطوات المتسارعة في اللقاءات بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين بغية التوصل الى ما يسمى باتفاق نهائي".