أقرت السلطة الوطنية الفلسطينية بصعوبة المفاوضات مع الإسرائيليين التي انطلقت في أعقاب مؤتمر أنابوليس الذي انعقد أواخر العام الماضي برعاية أميركية بهدف التوصل لاتفاق بين الطرفين قبل نهاية العام الجاري. وأكد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني أحمد قريع أن المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي صعبة جدا, خاصة ما يتعلق منها بقضايا الحل النهائي. وأضاف قريع بعد لقائه مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير أنه لا سلام مع الإسرائيليين دون حل جميع القضايا دفعة واحدة. وخلال ذلك الاجتماع أطلع المسؤول الفلسطيني بلير على مسار المفاوضات مع الإسرائيليين. وفي الجانب الإسرائيلي عقد رئيس الوزراء إيهود أولمرت اجتماعا مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني –التي تقود وفد التفاوض الإسرائيلي- ووزير الدفاع إيهود باراك نوقش فيه واقع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وتأتي التحركات على الجانبين بعد أيام قليلة من لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي رفض خلاله عباس مقترحا عرضه أولمرت لإبرام اتفاق سلام انتقالي يستثني حل قضية القدس. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وقتذاك إن الرئيس الفلسطيني “أكد أمام أولمرت كما أكد أمام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، رفضه لأي اتفاقية جزئية جديدة، ولتأجيل أي من قضايا الوضع النهائي، فإما الاتفاق على كل شيء وإما لا شيء”. واستبعد عريقات إمكانية صياغة أي اتفاقية قبل حلول نهاية عام 2008 لأن الهوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زالت قائمة حول جميع القضايا. وكشف مسؤول إسرائيلي كبير أن أولمرت أكد للرئيس عباس أنه يريد التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين بحلول نهاية السنة، لكنه لا يتضمن مسألة الوضع المستقبلي للقدس في هذه المرحلة والاتفاق على تأجيلها ووضع آلية وجدول زمني لها.