عكس البيان المشترك، الصادر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن في ختام اجتماعهما أمس في مقر إقامة الأول في القدسالمحتلة، رجحان الموقف الإسرائيلي الرافض الطلب الفلسطيني أن يتناول"مؤتمر الخريف"المتوقع الشهر المقبل في أنابوليس قرب واشنطن"القضايا الجوهرية"في الصراع الفلسطيني ? الإسرائيلي بل حصر أعماله في بيان ختامي"ضبابي"لا يلزم إسرائيل في شيء. وأعلن اولمرت وعباس، في ختام اللقاء، أن جهوداً ستُبذل بعد"مؤتمر الخريف"للوصول إلى مفاوضات الحل النهائي. وأضافا ان وضع التسوية موضع التنفيذ سيتم بموجب"خريطة الطريق الدولية". وبينما تذرع البيان ب"جدول زمني قصير ومكثف"يحول دون التوصل إلى تفاهمات في شأن القضايا الجوهرية ما حدا بالزعيمين إلى الإعلان أن بحث"القضايا الجوهرية"سيتم بعد المؤتمر، أكدت مواقف كبار المسؤولين في إسرائيل عدم استعداد الأخيرة الخوض، في الوقت الراهن، في مثل هذه القضايا إزاء التباعد بين مواقفها ومواقف الفلسطينيين إنما الاكتفاء بالتطرق الى قضايا هامشية يتم تسويقها في المؤتمر على انها"بداية طريق"لمفاوضات الحل الدائم. وكانت مصادر صحافية إسرائيلية توقعت، قبل اللقاء السادس بين اولمرت وعباس، أن تحول الفجوات في المواقف دون إحراز تقدم فعلي. واستبعدت أن ينجح فريقا العمل، الإسرائيلي والفلسطيني اللذان تلقيا التوجيهات من اولمرت وعباس للشروع في صوغ"بيان مشترك"يتم عرضه على مؤتمر الخريف، في التوصل إلى بيان يرضي الجانبين. وأكد مصدر قريب من رئيس الحكومة أن الحديث هو عن"بيان مشترك عام جداً يتجاوز ألغاماً من شأنها تفجير العملية التفاوضية أو المؤتمر". ألمؤتمر قد يتأجل وأشارت بعض المصادر الصحافية إلى أن واشنطن قد ترجئ"مؤتمر الخريف"لبضعة أسابيع حيال"الفجوات الواسعة"منوهة أيضاً إلى أن الخلافات بين أركان الحكومة الإسرائيلية في شأن الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر تنذر بإفراغه من مضمونه وتحويله إلى مجرد"لقاء"لالتقاط الصور تستفيد منه إسرائيل في حال شاركت فيه دول عربية لا تقيم علاقات ديبلوماسية معها. وصبت مواقف المسؤولين الإسرائيليين في خفض سقف التوقعات من المؤتمر إلى أدنى مستوى ممكن من خلال حصر مداولاته في قضايا هامشية لا تساهم في تحقيق انفراج حقيقي في الصراع الفلسطيني ? الإسرائيلي بل قد تفاقمه في حال انتهى المؤتمر بفشل. وسبقت اللقاء بين اولمرت وعباس أنباء عن أن اولمرت يريد من المؤتمر الوشيك أن يشكل"نقطة انطلاق"لمواصلة الاتصالات للمدى البعيد يتم فيها البحث في حلول للقضايا المختلف عليها من أجل التوصل إلى الحل الدائم، لا أن يكون"محطة أخيرة"في العملية التفاوضية. وتصر وزيرة خارجيته تسيبي ليفني على أن يتجنب المؤتمر تماماً طرق القضايا الجوهرية القدس واللاجئين والحدود وأن تتطرق البيانات المشتركة إلى شكل مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة والتعاون الأمني والاقتصادي والتجاري مع الفلسطينيين. لكن الموقف الأكثر تشدداً اطلقه زعيم حزب"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك، المفترض أن يمثل وحزبه الجناح المعتدل في الحكومة، الذي عاد إلى المقولة التي أوجدها قبل سبع سنوات في شأن عدم وجود شريك فلسطيني. ويرى باراك في المؤتمر"فكرة أميركية تأتي لخدمة الإدارة الأميركية"ما يحتم على إسرائيل الحذر من توقعات كبيرة أو تقديم تنازلات لإرضاء الإدارة الأميركية المشرفة ولايتها على الانتهاء بعد عام. وحذر باراك رئيس حكومته خلال اجتماعهما أول من أمس بحضور وزيرة الخارجية من إطلاق اولمرت تصريحات تكبل يدي إسرائيل في المستقبل". من جهتها أفادت صحيفة"هآرتس"أن الإدارة الأميركية تعتزم تأجيل"مؤتمر الخريف"حتى نهاية الشهر المقبل على الأقل بسبب الفجوة في مواقف إسرائيل والسلطة الفلسطينية وذلك لإتاحة فترة أطول للاستعدادات لبلورة البيان الفلسطيني - الإسرائيلي المشترك المتوقع صدوره في ختام المؤتمر. بيان مصالح ووصفت الصحيفة التباعد في المواقف بأنه كبيراً للغاية وأشارت إلى أن اولمرت بات يرفض مصطلح"إعلان مبادئ"أو"اتفاق مبادئ"ويتحدث عن مصطلح جديد لم يكن قائماً من قبل هو"بيان مصالح". كما يطالب بأن يتضمن البيان إشارة إلى"خريطة الطريق"و"رسالة الضمانات"الأميركية التي أكدت أن الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة لا يجب أن تكون حدود العام 1967 إنما أن تأخذ في الحسبان ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ومحيط القدس إلى تخوم الدولة العبرية. وتفسر إسرائيل"خريطة الطريق"على أنها تطالب الفلسطينيين شرطاً لإقامة دولتهم"بمحاربة الإرهاب"واصلاح المؤسسات الفلسطينية. إلى ذلك أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الرئيس الفلسطيني ورفاقه يخشون أن تكون واشنطن تبنت الموقف الإسرائيلي الداعي إلى إصدار بيان عام لا إلى"إعلان مبادئ"يشير إلى القضايا الجوهرية الرئيسة. وكتب مراسل الصحيفة في واشنطن شموئيل روزنر أن أربعة سفراء سابقين في الشرق الأوسط ومسؤولاً من وكالة الاستخبارات الأميركية وزعوا هذا الأسبوع بياناً تضمن نصائح لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عشية"مؤتمر أنابوليس"جاء فيه أنه بحسب ما تبدو الأمور عليه اليوم فإن عقد المؤتمر يبدو ضرباً من المقامرة داعين إلى تأجيله إذا لم تتوافر ورقة متفق عليها ملمحين إلى وجوب درس إمكان إشراك حركة"حماس"في المؤتمر. ورأى الموقعون على البيان أنه في حال فشل المؤتمر فإن رايس ستجد صعوبة كبيرة في تحميل الذنب لغيرها"وربما تحملها لدول عربية مجاورة لإسرائيل لأن رايس تؤمن بأن ليس في وسع أي زعيم فلسطيني تقديم التنازلات المطلوبة من دون تأييد العرب".