حذر الرئيس الاميركي جورج بوش من "حرب عالمية ثالثة" اذا حصلت إيران على سلاح نووي، وقال ان "على قادة العالم منع إيران من حيازة السلاح النووي اذا رغبوا في تفادي" تلك الحرب. وبدد ذلك الارتياح الذي ابداه المسؤولون الايرانيون لنتائج زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما كشفوا انه حمل الى مرشد الجمهورية علي خامنئي"اقتراحاً محدداً"لحل الازمة النووية، ونقلوا عن الرئيس الروسي قوله ان"من مصلحة"بلاده ان تكون إيران"قوية ومؤثرة في الساحة الدولية"راجع ص 8. وأكد سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني تقديم بوتين اقتراحاً وصفه المسؤول الإيراني بأنه"رسالة خاصة"تجري دراستها، رافضاً ذكر تفاصيل، في حين رأت مصادر في طهران ان اقتراح بوتين يعطي دفعاً قوياً للمحادثات التي أعلن لاريجاني انه سيجريها مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في روما الثلثاء المقبل. وغداة عودته من طهران، يستقبل بوتين في الكرملين اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لإجراء محادثات تتركز على الملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط، فيما تحدث البعض في موسكو عن احتمال ان يكون موضوع الجنود الاسرائيليين الأسرى لدى"حزب الله"و"حماس"أحد ابرز محاور البحث. وعلى رغم ان إعلان الزيارة جاء مفاجئاً، وبعد ساعات على عودة بوتين من طهران، فإن مصدراً ديبلوماسياً اسرائيلياً في العاصمة الروسية، نفى ان يكون قرار اولمرت التوجه الى موسكو مرتبط بزيارة الرئيس الروسي لطهران. وأشار المصدر الى ان الاتفاق على موعد الزيارة تم الاسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية بين اولمرت وبوتين. وأوضح المصدر ان"من الطبيعي ان يكون الملف النووي الإيراني على رأس اهتمامات اولمرت خلال المحادثات، إضافة الى موضوع التسوية في المنطقة والعلاقات بين البلدين". واللافت ان مصدراً تحدثت اليه"الحياة"في موسكو أمس، لم يستبعد أمس ان يكون موضوع الجنود الاسرائيليين الأسرى لدى"حزب الله"في لبنان وحركة"حماس"في غزة ، في مقدم اهتمامات الجانبين الروسي والإسرائيلي، خصوصاً ان المعلومات المتوافرة بحسب المصدر تؤكد ان بوتين ناقش هذا الملف مع القيادة الإيرانية أول من أمس. ولا يستبعد البعض ان تكون معلومات جديدة توافرت للإسرائيليين على صعيد الأسيرين الاسرائيليين او على صعيد الكشف عن مصير الطيار رون أراد، بعد التبادل الجزئي الأخير مع"حزب الله". وفي مقابل لهجة التصعيد الأميركية، أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار ان طهران"ستستخدم كل الخيارات الضرورية لمواجهة الضغوط والتهديدات التي يطلقها الاستكبار العالمي بقيادة أميركا". وشدد على ان"الجهة المخولة النظر في الموضوع النووي الإيراني وإزالة أي غموض او سوء فهم، هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"ولا مشروعية للتعاطي السياسي الاميركي والتلويح بكل الخيارات". كما أشار الى ان الاتفاق الذي تم بين الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في شأن التعاون مع إيران"يمكن ان يشكل نموذجاً جيداً يحتذى بين إيران ودول الخليج". لاريجاني - سولانا وأكد لاريجاني خلال الإعلان عن لقائه المقرر مع سولانا، ان إيران"دخلت في مرحلة تطبيق اتفاق الاطار"الذي وقعته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 آب اغسطس الماضي. وأشارت مصادر في طهران الى انها تعول كثيراً على إيجابية التقريرين اللذين سيقدمهما الى مجلس الأمن في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مدير الوكالة محمد البرادعي وسولانا المكلف من مجموعة الست الكبار، وذلك لقطع الطريق على إصدار قرار يفرض عقوبات جديدة على إيران. في الوقت ذاته، أعلن جواد واعدي مساعد سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني انه سيجري في نهاية الشهر الجاري، محادثات جديدة مع اولي هاينونن مساعد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، للبحث في مسالة اجهزة الطرد المركزي من نوع"بي-"1 و"بي-2"التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وسبق ان أجرى واعدي وهاينونن محادثات حول هذه المسألة في طهران الاسبوع الماضي.