سارعت أصوات سياسيين في جمهورية تشيكيا الى معارضة اقتراح قدمه وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ويدعو خبراء روس الى المشاركة في تشغيل رادار يعتزم الأميركيون إنشاءه على الأراضي التشيكية، جزءاً من الدرع الصاروخية الأميركية المنوي نشرها في أوروبا. وأعرب كثيرون عن شكوكهم في إمكانية أن يجيز المشرعون التشيك"وجوداً عسكرياً روسياً على أراضي بلادهم". وجلي ان المناورات السياسية التي يجريها الأميركيون مع حلفائهم في شرق أوروبا تنزع الى التفاقم بعد فشل موسكووواشنطن في الاتفاق على تسوية للمشكلات القائمة بين البلدين، في أثناء زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين الى موسكو، أخيراً. وهذا امر لا يمكن التستر عليه بپ"تلميحات"تصدر من هنا أو من هناك، وتتناول ضرورة"أخذنا في الاعتبار مخاوف روسيا"، أو"تأجيل نشر الدرع في مقابل تعاون روسي على حل مسألة إيران النووية". ومن المقترحات التي يشوبها الغموض فوق ما توضح نيات جيران روسيا الأوروبيين او حليفهم الأميركي، ما قاله روبرت غيتس أخيراً حول احتمال تأجيل بدء تشغيل مضادات الصواريخ المستقبلية التي ستنشئها الولاياتالمتحدة في الأراضي الأوروبية إلى حين التثبت من أن إيران تمثل تهديداً نووياً حقيقياً لأوروبا. وقبلها أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية، دانييل فريد، استعداد بلاده للتعاون مع موسكو من أجل تسوية الخلافات على مشروع إنشاء درع تحمي أميركا وأوروبا من صواريخ إيرانية. وهناك من يرى أن الحكومة الأميركية تستخدم"مشروع درع صاروخية ثالثة حول الولاياتالمتحدة"، وهو مشروع لا يعدو كونه مجرد خطة ولن يتحول شيئاً ملموساً قبل 2013 على الأرجح، كوسيلة للضغط على روسيا التي ترى في المشروع خطراً على أمنها تحملها على الوقوف مع الولاياتالمتحدة صفاً واحداً في وجه إيران. ولا شك في ان كثراً من السياسيين الروس يعتقدون، وهم على حق في ذلك بأن هدف واشنطن التي تواجه خسائر فادحة في العراق وأفغانستان تحول بينها وبين القيام بعمل ضد إيران، هو الاستعانة بروسيا على تهدئة إيران، ولجم طموحاتها النووية من طريق الديبلوماسية. فواشنطن تستخدم مشروع الدرع الصاروخية بعبعاً يُفترض أن يثير خوف موسكو، فتوافق هذه على مساعدة واشنطن في مواجهة إيران، ويرضى الأميركيون بتأجيل إطلاق مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا. عن كيريل زوبكوف، "ار بي كا ديلي" الروسية، 26/10/2007