سعى ممثلو الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي أمس إلى إنقاذ مفاوضات السلام حول دارفور التي تجري في ليبيا، إثر طلب الفصائل المتمردة المشاركة تعليق المحادثات التي تغيب عنها أبرز حركات التمرد في الإقليم. وطلبت الفصائل المشاركة في اجتماع سرت 600 كلم شرق طرابلس أمس تعليق المفاوضات لإفساح الوقت أمامها لإقناع الفصائل المقاطعة بالانضمام إليها. وقالت في بيان تلاه تاج الدين نعيم من"حركة العدالة والمساواة"إن"مساعينا واتصالاتنا مستمرة مع الإخوان الغائبين لإقناعهم باللحاق بالعملية التفاوضية حتى لا نكرر انتاج أبوجا من جديد ... ونحتاج في ذلك إلى وقت إضافي يتم تحديده مع الوسطاء لإكمال المشاورات مع تهيئة الظروف المناسبة". وترفض الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي اللذان نظما الاجتماع، الإقرار بفشله باعتبار أن العملية أطلقت وأن المتمردين قد ينضمون إليها في وقت لاحق. وكان مقرراً أن يلتقي في وقت متقدم من مساء أمس ممثلان عن المنظمين للحركات المتمردة الست المشاركة في الاجتماع لإقناعها بجدوى الاستمرار فيه. وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي سعيد جينيت:"سيتم اتخاذ كل ما من شأنه أن يوفق بين ضرورة الذهاب سريعاً إلى اتفاق سلام وحاجة الحركات إلى الاستعداد كما يجب للمفاوضات". واعتبر الناطق باسم الاتحاد الأفريقي نور الدين المازني أنه"لا يمكننا التحدث عن نجاح أو فشل في هذه المرحلة. الأهم هو أن العملية بدأت والأمر لن يكون مسألة أيام أو أسابيع". وأضاف أن"هذه العملية ستستأنف بإشراف اثنين من كبار المفاوضين هما سام ايبوك عن الاتحاد الأفريقي وطايع زريهون عن الأممالمتحدة أملاً في أن تنضم فصائل التمرد الرئيسية إلى المفاوضات". وتقاطع هذا الاجتماع ثمانية فصائل منبثقة من"حركة / جيش تحرير السودان"، إضافة إلى"حركة العدل والمساواة"، وعبدالواحد محمد النور القائد التاريخي لحركة التمرد. وتهدد هذه المقاطعة جهود الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لإرساء السلام في دارفور. وفي المقابل تشارك ستة فصائل متمردة ليست لها صفة تمثيلية كبرى قال ديبلوماسي في الاممالمتحدة إنها لم توفد سوى ممثلين"من الصف الثاني". والنتيجة الوحيدة المرضية لهذا الاجتماع هي إعلان الخرطوم أول من أمس"وقفاً احادي الجانب لإطلاق النار"، قلل من شأنه متمردون يقاطعون المفاوضات. وأقر الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب القاه في مستهل الاجتماع بفشله. لكن موفد الأممالمتحدة الخاص إلى دارفور يان الياسون قلل من شأن هذه التصريحات. وقال إن"القذافي لديه دائما رؤية واسعة مع تحليل بعيد المدى ولديه ميزة البلد المضيف وقد استغل هذه المناسبة لعرض فلسفته". وقال الهادي عجب الدور أحد ممثلي المتمردين المشاركين إن فصيله لم يقرر شيئاً، بما في ذلك الموافقة على الهدنة التي أعلنتها الخرطوم. وأضاف أن أهم ما يمكن تحقيقه من هذا التجمع هو توفير مزيد من الوقت لمشاركة أكبر من المتمردين الآخرين. وأكد الخبير الحكومي عبدالرحمن إبراهيم أن الخرطوم تريد من الأممالمتحدة أن تضغط على من تغيبوا عن المؤتمر للحضور. وأشار مسؤول آخر هو عبدالرحمن موسى إلى أن الخرطوم تدعو وسطاء الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي لأن يوضحوا للمتغيبين أن من يرفض المحادثات سيدفع الثمن. وفي جدة، رحب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو بقرار الحكومة السودانية وقف إطلاق النار في دارفور من جانب واحد. وأعرب في بيان أمس، عن قلقه إزاء تغيب الزعماء الرئيسيين لفصائل"جيش تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"عن محادثات السلام، موضحاً ان حضور ممثلين عنهم في محادثات السلام كان سيضفي عليها"أهمية أساسية".