انطلقت أمس الأربعاء مفاوضات السلام الشامل بين الحكومة السودانية ومعظم فصائل التمرد، رغم أن المفاوضات لن تبدأ فعليا قبل عيد الأضحى، لإفساح المجال أمام مزيد من التوحد بين الفصائل. وكان الاجتماع التشاوري للمجتمع المدني بدارفور بدأ في العاصمة القطرية أمس الأول الثلاثاء، كجزء من عملية السلام في الإقليم، على أن تستمر الاجتماعات 5 أيام، حتى 21 نوفمبر، بحسب ما ذكر مصدر قريب من الوساطة القطرية. وذكر المصدر أن ممثلي المجتمع المدني (لن يشاركوا مباشرة في مفاوضات السلام بل سينقسمون إلى مجموعات ويقدمون توصيات يؤخذ بها في المفاوضات) التي ستنطلق قريبا بين الحكومة السودانية وفصائل متمردة. وعقد أمس اجتماع ليوم واحد شاركت معظم الفصائل المتمردة في دارفور وممثلين عن الحكومة السودانية، فضلا عن ممثلين من اللجنة الوزارية العربية المعنية بعملية السلام في دارفور واللجنة الدولية التي تضم الأممالمتحدة، على أن تنطلق المفاوضات الجدية بعد عيد الأضحى، على الأرجح. وتعد حركة العدل والمساواة من أبرز الفصائل المشاركة في مفاوضات الدوحة ومن الفصائل الأكثر نشاطا في دارفور. أما الفصيل الذي يقوده عبدالواحد نور فما زال خارج عملية السلام. وكانت حركة العدل والمساواة اعترضت على مبدأ مشاركة المجتمع المدني في محادثات مفاوضات السلام، مع العلم أن المجتمع المدني لطالما كان الغائب الأكبر عن مفاوضات السلام في دارفور. وأقيمت ورش عمل في دارفور لاختيار هؤلاء الممثلين بهدف إشراك المجتمع المدني في عملية السلام، ليرسو الخيار على نساء ومثقفين وممثلي الجاليات في الخارج. وتشهد منطقة دارفور غرب السودان منذ 2003 حربا أهلية خلفت حسب الأممالمتحدة 300 ألف قتيل و2.7 مليون نازح، في حين تتحدث الخرطوم عن مقتل عشرة آلاف شخص فقط. واندلع النزاع في بدايته بين حركتي تمرد، كانتا تأخذان على الخرطوم تخلف منطقتهما، والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيات محلية. وبعد أن كانت موحدة نسبيا في بداية النزاع، انقسمت حركات التمرد اعتبارا من 2006 إلى نحو عشرين فصيلا أو حركة. لكن النزاع تحول تدريجيا حتى بات قادة سابقون في ميليشيات موالية للحكومة يطعنون في ولائهم للخرطوم، وتكثف نشاط قطاع الطرق بينما بدأت تزداد ظاهرة خطف العاملين الأجانب في المجال الإنساني خلال الأشهر الأخيرة. وساهم موفد الولاياتالمتحدة إلى السودان سكوت غريشن الصيف الماضي في توحيد الفصائل المتمردة على أمل توحيد مطالبها والتمهيد للجولة الجديدة من مفاوضات السلام في الدوحة. من جانبها، جمعت ليبيا حركات تمرد صغيرة أطلق عليها (مجموعة طرابلس). وجرت مناقشات تمهيدية بين الوساطة وحركة العدل والمساواة والفصائل التي جمعتها الولاياتالمتحدة وليبيا.