اتهم وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى نجار أمس، الرئيس الأميركي جورج بوش بتضخيم القدرات الصاروخية الإيرانية، مشدداً على أن الصواريخ التي تمتلكها طهران"دفاعية"ولا تهدد دول العالم. وقال نجار رداً على تصريح بوش اخيراً بأن الصواريخ الإيرانية ستكون قادرة على ضرب أميركا وأوروبا بحلول عام 2015، إن"تعظيم بوش للقدرات الصاروخية الإيرانية وتصريحات نائبه ديك تشيني ذرائع لنشر نظام الدرع الصاروخي الأميركي في تشيخيا التي تواجه باعتراض متزايد من الرأي العام الأوروبي". وأضاف أن"الصواريخ الإيرانية لا تهدد أي بلد، بل ستنهال فقط على رؤوس من يريدون الاعتداء على الجمهورية الإسلامية". ورأى أن القدرات الدفاعية لإيران ومنها الصاروخية مسخرة لخدمة السلام والأمن الدائمين في المنطقة. ونعتبرها جزءاً من القدرة الدفاعية للعالم الإسلامي". وأشار نجار الى ان العقوبات الأميركية الجديدة على بلاده"دليل على يأس هذا البلد من أن تواكب سائر بلدان العالم سياسته إزاء إيران"، مؤكداً عدم تأثيرها في إيران الا في زيادة سرعة العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في كل المجالات، ووحدة وانسجام الشعب في مواجهة تهديدات الأعداء". في غضون ذلك، أعلنت استراليا حليف الولاياتالمتحدة القوي ان دولاً كثيرة ستحذو حذو الولاياتالمتحدة في فرض عقوبات على ايران، اذا لم تعلق برنامجها لتخصيب اليورانيوم قريباً. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر لمحطة"اي بي سي"التلفزيونية:"اذا لم تعلق ايران برنامجها للتخصيب في وقت قريب، فسترون دولاً كثيرة تطبق انواعاً مختلفة من الاجراءات والعقوبات عليها". وأضاف ان"الاتحاد الأوروبي واليابان واستراليا ستنتظر فترة قصيرة لمعرفة اذا كان تحقق تقدم آخر في المفاوضات النووية مع ايران"، علماً ان مسؤولي الدول الست الكبرى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصينوروسيا والمانيا ستجتمع نهاية الاسبوع المقبل لبحث تشديد العقوبات الدولية على ايران. ورأى ان واشنطن لم تحاول وضع نفسها على طريق الحرب،"على رغم ان الاميركيين لم يستبعدوا ابداً القيام بعمل عسكري مبدئياً". وقال:"ما يفعله الاميركيون هو فرض عقوبات اكثر صرامة على ايران". وتوقع فرض المجتمع الدولي عقوبات مالية ضد ايران،"اذ هناك تفضيل لهذا النوع من الإجراءات". جاء ذلك بعدما دافعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بقوة عن زيادة عقوبات بلادها على طهران والتي ادت الى ارتفاع اسعار النفط في نيويورك الى مستويات قياسية، متجاوزة 92 دولاراً للبرميل بسبب الخوف من نقص العروض، فيما زاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التوتر بانتقاد العقوبات الاميركية قبل بيان داونر. وفرضت العقوبات الاميركية على اكثر من 20 شركة ومصرف وافراد ايرانيين، اضافة الى وزارة الدفاع الايرانية، في محاولة لإرغام طهران على وقف تخصيب اليورانيوم وكبح نشاطاتها"الإرهابية". على صعيد آخر، توجهت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى الصين لإجراء محادثات تتناول العقوبات التي يمكن ان تتخذها الاممالمتحدة على ايران بسبب برنامجها النووي. ويجري المسؤولون الاسرائيليون الذين يعتبرون ايران"تهديداً استراتيجياً رئيساً"، بحملة لدى الدول الست الكبرى للتوصل الى وقف نشاطات ايران النووية، او فرض عقوبات اضافية عليها في حال عدم استجابتها. وزار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لهذه الغاية روسيا وفرنسا وبريطانيا هذه الاسبوع. وتتردد الصينوروسيا ازاء قرار دولي ينص على سلسلة عقوبات اقتصادية على ايران، وتعتبر ان الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة. وفي واشنطن، اعلن رود جولياني الذي يأمل بالفوز بترشيح الحزب الجمهوري له في انتخابات الرئاسة الاميركية، ان الايرانيين يجب ان يدركوا ان اميركا لن تسمح لهم بأن يصبحوا قوة نووية، منتقداً معارضة الديموقراطيين موقف الرئيس جورج بوش المتشدد ازاء ايران. وأمل جولياني بأن تنجح العقوبات على ايران، ملمحاً الى"ان الخيار العسكري ليس غير مطروح على الطاولة. وعلى الايرانيين ان يفهموا ذلك". وأضاف:"لا يتحلى النظام الإيراني بمسؤولية كبيرة. العالم سيكون في خطر كبير". في المقابل، انتقد جون ادواردز السناتور السابق عن نورث كارولاينا تصويت المرشحة للرئاسة السيناتور هيلاري كلينتون لمصلحة قرار اصدره مجلس الشيوخ وأوصى بأن تعلن وزارة الخارجية الاميركية الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية، وهو تصويت سبق خطوة بوش بأسابيع. وقال ادواردز:"ساعدت كلينتون عبر هذا التصويت وعززت مسيرة جورج بوش وديك تشيني الى الحرب". ووجه المرشح الديموقراطي الآخر للرئاسة باراك اوباما السناتور عن ولاية ايلينوي اتهامات مماثلة لكلينتون. التي أكدت ان تصويتها استهدف دعم الديبلوماسية وليس الحرب في التعامل مع ايران.