يواصل مهرجان العالم العربي الثامن في مونتريال تستمر عروضه الى 11 تشرين الثاني - نوفمبر تألقه سنة بعد سنة ليس كاحتفال موسمي اغترابي في كيبك والشمال الاميركي فحسب انما في ديمومته وصيرورته واحداً من ابرز المنتديات الثقافية - الفنية، يتميز باطلالته الجريئة الواعدة كجسر للعبور بين الشرق والغرب وكمحاولة لترميم العلاقات المأزومة التي خلفتها احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 واعادة الوجه المشرق لكلا العالمين عبر حوار هادئ هادف يضج بألوان راقية من فنون الغناء والموسيقى والمسرح والادب والتراث والفكر تتناوب على ادائها نخبة من الاسماء العربية والغربية اللامعة. في هذا السياق قطع المهرجان شوطاً بعيداً بفرادته وصدقيته واستطاع ان يحظى بجمهور واسع يواكب مجمل نشاطاته وتؤازره كبريات المؤسسات الكندية الاعلامية والثقافية والخدماتية، علاوة على الدعم المعنوي من بعض السفارات والقنصليات العربية. ولعل هذا ما جعل المهرجان مركز جذب لشرائح كبيرة من المثقفين ورجال الاعمال والسياسيين الكنديين وزعماء الاحزاب ورؤساء الحكومات والبلديات والنواب والوزراء الذين يتناوبون على رئاسته الفخرية. رئيسة الشرف للمهرجان هذه السنة وزيرة الهجرة والجاليات الاتنية يولند جايمس اشادت بما يحققه من انجازات"تفتح آفاقاً واسعة للحوار بين كندا والعالم العربي وتثري النسيج الثقافي الكيبيكي وتضفي عليه الواناً راقية من الفنون تتميز بالتجدد والابداع"، واعتبرته"تظاهرة ثقافية تلبي حاجة الكيبيكيين لاكتشاف الآخر الذي يعيش معه ورافعة للتنوع والتعدد في المجتمع الكيبيكي"، مشيرة الى ان الثقافة العربية باتت اليوم مكوناً رئيساً من ثقافة العولمة. اما مدير المهرجان جوزيف نخلة فلخص المدارات الفكرية للمهرجان كرسالة تتسلل من خلف الكلمات والألحان والكوميديا لتحذر من اشكالية الأحكام المسبقة الكامنة في عقول مثقفي الغرب والشرق والمسلمين وغير المسلمين والتخلي عن الحوار كخيار ديموقراطي لحل الكثير من اسباب العنف والاضطهاد والتطرف والعنصرية والإرهاب. يتضمن المهرجان اكثر من 200 عرض تتمحور حول فكرة"الفضاء الصفر"أو فضاء التأسيس شعار المهرجان الحالي كمكان للتلاقي يقرب بين الثقافات المتعددة ويترك مساحة حرة للتعبير وقبول الآخر والاختلاف معه عبر الفن والثقافة. وتتوزع عناوين هذه العروض على ثلاثة محاور رئيسة: الأول يدور حول الغناء والرقص والموسيقى، والثاني حول السينما والمسرح ويتضمن عشرات العروض التي تتوزع على صالات ومسارح في مونتريال. والثالث هو"صالون الثقافة".