يواصل "مهرجان العالم العربي" في مونتريال للسنة السادسة تألقه ليس كحدث فني -ثقافي اغترابي في كيبيك والشمال الأميركي أو كمجرد احتفالية موسمية وحسب وإنما في ديمومته وصيرورته منتدى عالمياً لحوار حضاري هادئ وهادف يضج بألوان راقية من فنون الغناء والموسيقى والمسرح والسينما والأدب والفكر والفلسفة، تتناوب على أدائها مجموعات من الأسماء العربية والغربية اللامعة. في هذا السياق قطع المهرجان شوطاً بعيداً واستطاع بصدقيته وفرادته وجرأته ان يحظى بجمهور واسع يواكب نشاطاته ويستقطب المؤسسات الكندية والغربية والعربية الرسمية وخصوصاً الإعلامية راديو كندا الدولي، محطة إل بي سي، التلفزيون الجزائري، جريدة"لا برس"... والديبلوماسية قنصليات لبنان ومصر وفرنسا والجزائر في مونتريال والمرافق العامة بلدية مونتريال، مجلس الفنون الكندي، وزارة الثقافة والاتصالات في كيبيك، وزارة الهجرة والمجموعات الثقافية ومؤسسات الخدمات وسواها، ما جعل المهرجان مركز جذب لشرائح كبيرة من المثقفين العرب والغربيين والسياسيين الكنديين الذين يتوالون على رئاسته الفخرية وبينهم زعماء أحزاب ورؤساء حكومات وبلديات ونواب ووزراء. وتتولى رئاسة المهرجان لهذا العام وزيرة الهجرة والمجموعات الثقافية في كيبيك لويز تيريو التي تقدر فيه دوره الريادي"في رفد الثقافة الكندية والكيبيكية وإغنائها بألوان راقية من الأفكار والفنون العربية وحرصه على اعتماد فضائل الحوار واحترام الرأي الحر وحق الاختلاف مع الآخر، واعتباره تعبيراً صادقاً عن أصالة الشرق والغرب بكل ما فيهما من إبداع وتنوع وقيم روحية وإنسانية". أما الناطق الرسمي باسم المهرجان دان بيغر مخرج سينمائي كيبيكي فلخص الإشكالية القائمة بين الشرق والغرب بقوله:"ليس كل عربي هو بالضرورة من أنصار بن لادن كما انه ليس كل رجل أبيض غربي هو حكماً من اتباع بوش". يتضمن المهرجان أكثر من مئة عرض تتوزع على ثلاثة محاور رئيسة: - الغناء والرقص والموسيقى: تشكيلة من روائع الفنون العربية والمشرقية والغربية تتكامل في ما بينها لتشكل نسيجاً متجانساً من ألوان الرقص. - السينما والمسرح: يتضمن هذا المحور عشرات العروض التي تتوزع على معظم الصالات الفنية في مونتريال. وتتمحور موضوعاتها حول المسائل الاجتماعية الخلافية التي تعالج بجرأة قضايا المرأة والنزعة الذكورية والعنف المنزلي والزواج المختلط وأولاد الشوارع وتهميش الشباب والبطالة، مروراً بمشاكل الهجرة والاندماج في المجتمعات الغربية، وإشكالية الهوية والانتماء وصولاً الى قضايا الشرق الأوسط الساخنة. وإذا كانت العروض الغنائية والموسيقية والمسرحية والسينمائية تلبي الجانب الأكبر من رغبات الجمهور الكندي والاغترابي فإن"صالون الثقافة"يكاد يقتصر لجدية أبحاثه ورصانتها على النخب الفكرية والسياسية والحزبية والإعلامية الى حد بعيد. وأبرز ما يطرح فيه فكرة"المتمردين"التي تتولى النقاش فيها مجموعة من المفكرين العرب والاجانب.