تصاعد الانقسام في إيران على وقع ازدياد الضغوط الأميركية التي كان أحدثها فرض واشنطن عقوبات على مصارف إيرانية و "الحرس الثوري" و "فيلق القدس" التابع له. فيما رفض البيت الأبيض الربط بين سياسته الحالية تجاه إيران وتلك التي أدت الى الحرب في العراق، مؤكداً"تصميمه التام"على اتباع طريق الديبلوماسية مع عدم استبعاد الخيار العسكري. ووجهت"جبهة المشاركة"، الحزب الإصلاحي الرئيسي في إيران بزعامة الرئيس السابق محمد خاتمي، انتقاداً شديداً لسياسة الرئيس محمود احمدي نجاد، محذرة من أخطار العزلة المتنامية لإيران على الساحة الدولية. وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الولاياتالمتحدة تعمل على تخطيط عسكري يستهدف إيران، لكنه"تخطيط روتيني". وأضاف أن"هدفنا جميعاً هو استخدام الضغط الديبلوماسي والعقوبات الاقتصادية لإقناع الحكومة الإيرانية بأنها معزولة ويتعين عليها تعديل سياستها وطموحاتها". راجع ص 7. وفي واشنطن أكد ل"الحياة"مسؤولون سابقون ومستشارون للإدارة الأميركية أنها ستحاول إقناع أطراف دولية، خصوصاً ألمانيا وإيطاليا واليابان، بخفض تعاملاتها الاقتصادية مع طهران، تمهيداً لحشر النظام وإجباره على إعادة النظر في طموحاته النووية. وفيما أعلن الناطق باسم الخارجية الصينية ليو جيانشاو أن"فرض عقوبات جديدة لن يؤدي سوى الى مزيد من التعقيدات"، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان لا خلافات بين الولاياتالمتحدة وروسيا في شأن البرنامج النووي الإيراني. وأكدت لشبكة"ان بي سي"أنه يمكن ان تكون هناك"اختلافات تكتيكية"، لكن البلدين يتقاسمان"وجهة النظر ذاتها". وقالت ان"سلاحاً نووياً في أيدي النظام الإيراني سيكون عاملاً مزعزعاً في شكل كبير، ولا يمكننا ان نبقى متفرجين"، مضيفة ان"المجتمع الدولي يجب ان يكون حازماً كي يعطي دفعاً للديبلوماسية". طهران وشن الأمين العام لحزب"جبهة المشاركة"الإصلاحي المعارض في إيران محسن ميردامادي هجوماً قاسياً ومبطناً على سياسات نجاد وحكومته والتيار المحافظ الداعم له، واتهمهم بالسير بالبلاد في طريق"صعب وخطر"، مشدداً في الوقت ذاته على استعداد الإصلاحيين"للدفاع عن إيران ووحدة أراضيها حتى النهاية". وحذر ميردمادي خلال المؤتمر العاشر للحزب الذي شارك فيه الرئيس السابق محمد خاتمي وأركان الإصلاحيين، من مخاطر"فرض عقوبات جديدة واتخاذ تدابير أكثر خطورة"، قد ينجم عنها"تمجيد الذات وقرارات مفاجئة وثورية"يتخذها الرئيس الإيراني على الساحة الدولية. ووصف ميردامادي على هامش المؤتمر الأوضاع السياسية الداخلية في إيران ب"المتأرجحة"، واتهم أجهزة الحكومة"النجادية"و"دعاة التسطيح والشعبوية"بممارسة"ضغوط أمنية واستخباراتية على المعارضين لمنعهم من رفع صوتهم". واتهم السلطة الحالية ب"العمل"على تنظيف إدارات الدولة من كل المعارضين لها". ورفض حديث الحكومة عن"محاولات"للانقلاب عليها من طريق"ثورات مخملية". وانتقد"الخطابات والتصرفات الطائشة التي تعطي صورة عنيفة ومرعبة ومغامرة عن إيران". ورأى انه لا يحق للقادة"التضحية بمصالح البلاد لقضايا لا تشكل أولوية في السياسة الخارجية"لإيران. وأضاف أن"الولاياتالمتحدة تريد المواجهة بأي ثمن، الوضع خطر". وتابع:"أدركنا منذ اليوم الأول أن السياسة النووية لحكومة نجاد كانت خاطئة". في المقابل، أعلن كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني الجديد سعيد جليلي ان العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران لن يكون لها"اي تأثير"على سياستها النووية. فيما حذر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري من ان إيران سترد على أي اعتداء باقصى منه. وفي بروكسيل رويترز، توقع علي رضا جعفر زاده الخبير في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية, أن تطور طهران أسلحة نووية في فترة اقل من التي توقعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية, والتي راوحت بين ثلاث وثماني سنوات.