لندن، طهران – «الحياة»، أ ف ب – أوردت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس، ان قادة المعارضة الايرانية سيقدمون اعتذاراً «يُعتبر سابقة» للولايات المتحدة، في الذكرى الثلاثين لاحتلال سفارتها في طهران، والتي تصادف اليوم. والمفارقة ان عدداً كبيراً من الطلاب الايرانيين الذين هاجموا السفارة الاميركية، أصبحوا إصلاحيين ومن أشد منتقدي النظام. وأفادت الصحيفة بأن «الحركة الخضراء» التي تسعى الى الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، «تخطط لاستغلال الاحتفال الرسمي بالذكرى، لشن هجوم جديد على اوراق الاعتماد الثورية للقيادة الايرانية». واضافت ان متظاهرين ينوون تسليم رسالة للسفارة الاميركية في لندن موجهة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما، اضافة الى توزيع تذكارات للمناسبة، للسفارات الاميركية في اوروبا. ونقلت الصحيفة عن المخرج الايراني محسن مَخمَلباف الذي يتزعم نشاط المعارضة في الخارج، قوله ان على الايرانيين التبرؤ من احداث عام 1979، حين احتل طلاب السفارة الاميركية واحتجزوا حوالى 50 ديبلوماسياً رهائن. ووصف احتلال السفارة واحتجاز الديبلوماسيين رهائن، بأنه «عمل لا يمكن الدفاع عنه، حصل في خضم الحماس الثوري»، معتبراً ان «الجيل الجديد في ايران ليس فخوراً به على الإطلاق». وزاد: «ندرك جيداً كم ان ذاك العمل المؤسف أساء الى الشعب الاميركي النبيل، وتسبب في 3 عقود من العلاقات السيئة والمؤلمة في شكل غير ضروري، بين بلدينا». وشدد مخملباف على ان «أقلية صغيرة وقمعية فقط تحكم ايران الآن، لا تزال مصرة على ابقاء ايران في مسار صدامي مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا والغرب، وأخذت الشعب الايراني رهينة في سبيل سياساتها التدميرية». وكان الطلاب الذين احتلوا السفارة في طهران، يؤكدون انهم فعلوا ذلك رداً على رفض واشنطن تسليم الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، كما كانوا يخشون تدخلاً مماثلاً للانقلاب الذي دبرته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) عام 1953 وأطاح رئيس الوزراء محمد مصدق. لكن مشاركين كثراً في هذه العملية، بينهم معصومة ابتكار وعباس عبدي ومحسن ميردامادي، تحولوا إصلاحيين يوجهون انتقادات حادة لحكومة محمود أحمدي نجاد المحافظة. وأصبح ميردامادي الذي قام بدور أساس في احتلال السفارة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، رئيساً لمجلس الأمن القومي ورئيساً للجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني. لكن ميردامادي الذي يرأس حزب «جبهة المشاركة الاسلامية» ابرز تجمع اصلاحي في ايران، الآن معتقل بتهمة محاولة اسقاط النظام. وسُجن عبدي وهو عضو بارز في «جبهة المشاركة الاسلامية»، لعمله في استطلاعات الرأي التي أفادت بأن الايرانيين يريدون اقامة علاقات ديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. ومعصومة ابتكار كانت الناطقة باسم الطلاب الذين احتلوا السفارة 444 يوماً، وهي عضو مؤسس ل»جبهة المشاركة الاسلامية»، وكانت أول نائب للرئيس في ايران خلال عهد الرئيس السابق محمد خاتمي. وينسب كثيرون فشل جيمي كارتر الرئيس الديموقراطي للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981 في الفوز بولاية رئاسية ثانية، الى سوء ادارته لأزمة الرهائن عندما فشلت محاولة لانقاذهم بسقوط طائرتين اميركيتين أُرسلتا لهذا الهدف، ومقتل ثمانية جنود اميركيين. ولم يتم الافراج عن الرهائن ال52 سوى في كانون الثاني (يناير) 1981 بعد تولي الرئيس الجمهوري رونالد ريغان مهماته خلفاً لكارتر.