علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان هناك اتصالات وتحركات لجعل "تحالف الشمال" الافغاني المناوئ لحركة "طالبان" محط توافق اميركي ايرانيباكستاني في شأن دور التحالف في مستقبل افغانستان بعد طالبان. وتلخص المصادر مواقف الاطراف الرئيسية بالقول "ان باكستان تبتعد يومياً عن حركة طالبان، وتسعى الى دعم اي حكومة يشغل فيها البشتون الغالبية، فيما تركز الولاياتالمتحدة الاميركية على دور الملك المخلوع ظاهر شاه، وتريد اعادته الى الحكم ولو تحت اسم آخر غير الملك". وتضيف "ان طهران التي ترى الفرصة الدولية سانحة جداً لاطاحة طالبان، تصرّ على تشكيل حكومة موسعة تضم مختلف الاطراف الافغانية". اما روسيا والهند فلكل منهما حساباتها الخاصة، وتحرصان على عدم البوح بقرارهما النهائي إلا في اللحظة الاخيرة، لكن لهما ايضاً علاقات جيدة مع تحالف الشمال، تشبه الى حد ما علاقة ايران مع هذا التحالف. وتقول هذه المصادر "ان ما يشجع على تحويل تحالف الشمال الى نقطة التقاء اميركي ايرانيباكستاني هو ان التحالف له تجربته الخاصة في افغانستان عسكرياً وسياسياً، اذ قاتل في كل الجبهات الداخلية الافغانية، كما انه يعرف قواعد اللعبة السياسية والعسكرية، وله القدرة على التأثير فيها، ثم ان دوائر القرار الغربية لا تنفي قدرة هذا التحالف على عرقلة او اطاحة اي مشروع للحل، اذا تجاوز دوره". لكن هذه المصادر ترى "ان بقاء القوات الاميركية في افغانستان ودعمها حكومة افغانية موالية لها، سيعزز المخاوف من عدم الاستقرار في افغانستان، كما انه يُبقي احتمالات ظهور نسل جديد من طالبان". الى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني محسن ميردامادي ان "تحالف الشمال" الأفغاني المناوئ لحركة "طالبان"، يمكن ان يكون قناة للتأثير الايجابي بين ايرانوالولاياتالمتحدة، في اطار الوضع المستقبلي لأفغانستان. وأوضح في حديث الى "الحياة" ان التحالف "يرتبط الآن بعلاقات جيدة مع الإدارة الاميركية، كما يتمتع بدعم ايران، لذلك يمكنه ان يلعب ذلك الدور" بين طهران وواشنطن اللتين لا ترتبطان بعلاقات ديبلوماسية. ورأى ان "تحالف الشمال" "يمكن ان يشكل عامل التقاء بين ايران واميركا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة ايجاد تعاون مباشر بينهما". وشدد على ان "ايران قادرة على لعب دور مهم في شأن المستقبل السياسي لافغانستان، وتشكيل حكومة فيها تتمتع بقبول كل الأطراف الافغانية، تكون معتدلة وتعمل لوقف التطرف". ونفى ميردامادي وجود مطالب اميركية نقلها اكثر من موفد أوروبي الى طهران، خصوصاً لائحة بأسماء شخصيات فلسطينية ولبنانية مقاومة لاسرائيل. وعن امكان استجابة بلاده ضغوطاً اميركية محتملة، من اجل ممارسة ضغط ايراني على "حزب الله" والفصائل الفلسطينية، خصوصاً "حماس" و"الجهاد الاسلامي" قال ميردامادي: "ايران لا يمكن ان تقبل بمثل هذا الأمر، لأن حزب الله وأمثاله من تنظيمات القوى المقاومة لاسرائيل ليسوا مجموعات ارهابية، بل حركات تحرر تقاوم من اجل الدفاع عن حقوق شعوبها". ويعتبر ميردامادي من القريبين الى الرئيس محمد خاتمي، وهو عضو ايضاً في الشورى المركزية لحزب جبهة المشاركة الاصلاحي.