في بعض ما يطلق عليه مدن ترفيهية، وهي مشاريع خاصة توفر الألعاب الجماعية للأطفال وعائلاتهم مع كومة من المحال التجارية، هناك آلة تسمى"لعبة الموت"، يستقلها أطفال، وربما نساء، ترتفع بهم إلى أعلى ثم تنزل بسرعة جنونية إلى أسفل ليدوخوا السبع دوخات، منتظرين هلعين أن تتوقف بهم. في أكثر من حادثة تعرّض أطفال إما للموت أو الإعاقة، وفي الحد الأدنى كدمات وإصابات ورعب سيبقى طوال الحياة في المخيلة. آخر هذه الحوادث مأساة الطفل مروان سبع سنوات، في المدينةالمنورة المتوفى دماغياً الآن بسبب سقوطه إلى الموت من"لعبة الموت". تخيل عائلة تبحث لأطفالها عن ترفيه بريء لتكون النتيجة مأساة تقطع نياط القلب. إذا كان اسمها"لعبة الموت"فهي طريق إلى الموت، يمكن للمسؤول أن يحتج بذلك. ولست أدعو إلى تغيير الاسم. بعض المواقع الأخرى تسميها بحسب علمي"الأفعوانية"، ولن ينالك من الأفعى سوى سمّها. من باب سدّ سبل موت الأطفال وإحراق قلوب ذويهم، أدعو إلى إلغاء كل الألعاب الخطرة على الأطفال. ومعلوم انه في الخارج يأخذ الآباء أبناءهم يداً بيد لمثل هذه الألعاب مع شروط سلامة صارمة. في بلادنا تذهب بهم الوالدة مع الخادمة ولفيف من النساء، وهن أقل خبرة وقدرة، يضاف إلى هذا أن أحوال العاملين او العاملات من حيث الكفاءة والتخصص ليست بالجيدة، هي لا تختلف كثيراً عن تلك التي تراها متسكعة في الشوارع، أما الرقابة الدورية فهي تعيش على زيت البركة. أطفالنا ليسوا بحاجة إلى الدوخة، يكفي أن يعيش آباؤهم وإخوتهم الكبار كثيراً من الدوخات، إنهم دائخون بين غلاء الأسعار وشحّ الوظائف وإحباط يعيشه الشباب من دون انفراج وظيفي محسوس وملموس. لسنا بحاجة إلى أن يدوّخ أطفالنا، ستتيح لهم الحياة العلم بأنها بين ارتفاع وانخفاض. إن هذه الألعاب في تقديري تؤدي بالنفس إلى التهلكة، والحياة والحفاظ عليها مقدمان على كل شيء، فكيف إذا كانت حياة طفل لا يعلم العواقب؟ إذا كان الغرب قد اخترع هذه الألعاب فهي قد أتت بعد تجارب تراكمية مريرة، طوال عقود، نشأت بموازاتها شروط سلامة صارمة وحقوق قانونية وتعويضات لا تتوافر لدينا، لأننا لا نستورد سوى الآلات فقط. [email protected]