الطريقة الجديدة والفريدة التي ظل يستخدمها هوامير السوق في التداول بالانتقال من قطاع إلى قطاع والتحول من سهم إلى آخر بأسرع من البرق، حتى أن المتداول الصغير لن يحلم باللحاق بهم ولن يحلم بوجود الخدمات البنكية الكئيبة التي تقدم للصغار وليس للكبار المدللين على الآخر!! هذه الوضعية أحدثت حالة صاخبة من القلق عند صغار المضاربين.. يعني بالمختصر المفيد لقد «دوخوهم» سبع دوخات ومن الممكن أن تضرب الدوخة «نسبة» لو تم الانتقال السريع إلى الكهرباء ثم الرجوع عنها بسرعة ما يجعل المتداول في حيرة وتساؤل مستمر أشتري ماذا وأبيع ماذا؟ أين الهاتف؟ بسرعة ياأنترنت!! الحالة أصبحت مؤرقة وتطير النوم من عيون «أسماك السوق» الصغيرة لأن هوامير اللعبة يشدون في يوم البنوك وينتقلون اليوم الثاني إلى الاسمنتات ثم يطمرون إلى الاتصالات وقبل ان يستفيق صغار المضاربين يتجهون إلى سابك ويشدونها بسرعة 130 ريال في الفترة المسائية!! وعندما تدخل الكهرباء إلى الفزورة أو لعبة الصحن الدوار أو الدوامة (سمها ما شئت) فإن صقور السوق يرفعون الكهرباء بمخالبهم رفعاً إلى ما فوق الخمسين بعد المائة فيبدأ حمام السوق بالبيع في كافة الأسهم الأخرى ويتجه المؤشر إلى المنحدر حيث يتلقف الهوامير (هم الصقور أنفسهم أصحاب لعبة المقص!!) الأسهم بأسعار لم يحلموا بها من قبل.. وعندما تكتمل حلقاتها ويقرر الصناع المتوحشون الصعود بالأسهم التي صادوووووها قبل قليل!! يتركون سهم الكهرباء لمصيره الأسود حيث يتراجع مع جلجلة وصخب وتبدأ الأسهم الأخرى في اتخاذ الاتجاه المعاكس فيتطاير ويتراكض خلفها المساكين الذين باعووووها قبل قليل!! هل رأيتم اللعبة الممتعة!! هذه السمة من التنقل الخطر والمخيف بين القطاعات والأسهم القيادية المؤثرة سببت حالة من القلق لعموم المهتمين بالسوق لأن الذبذبة العالية والمتوترة هي شعار الخطر في سوق يقف على منعطفات خطيرة أصلا بسبب توغل مفعول الحالة النفسية في السوق. ومن المعروف ان التذبذب العالي كمثل ما صورناه يجلب القلق والقلق يقود إلى الاكتئاب اما البارانويا فهي حالة تمسك بعقلية فئة من المحللين والمتابعين للسوق الذين يكاد بعضهم ان يحلف ايماناً غليظة أن حالات التوتر التي يشهدها المؤشر يوميا هي حالات مقصودة ومخطط لها (بالعربي الفصيح «مؤامرة») بين كبار الهوامير لتحقيق مكاسب وقتية قد لا نستطيع تخيلها ولكن يكفي فقط ان نذكركم بأن سهم الاتصالات حقق في يوم قريب جدا نسبة فوق وبسرعة عالية وقلبها في صبيحة اليوم التالي إلى نسبة تحت وبسرعة ليموزين ثم عاد بعد بضعة أيام إلى الهاي السنوي فيحق لنا أن نتساءل من باع فوق وعلق العصافير ثم جمع تحت من صغار المتداولين ثم عاد بالسهم وباع بأسعار عالية؟! حال اللعبة الدوامة نفسها ينطبق على سابك التي شهد مؤشرها مؤخرا هبوطا عنيفا تحت ضغط وصل إلى حد الارهاب حيث تدحرج السعر من 1800 إلى 1550 ثم جاء صعود صاروخي في يوم واحد من 1600 إلى 1720 (كل هذه الارقام تحسب بالريال في الثانية!!). فيكون هنا سؤالان كشاطر ومشطور وبينهما طازج: من باع فوق ومن اشترى تحت (الهوامير)؟ ومن اشترى فوق وباع تحت (الطازج)؟!