جرح عشرات السجناء الفلسطينيين و15 حارساً إسرائيلياً خلال اشتباكات في معتقل "كتسيعوت" في صحراء النقب، إثر محاولة تفتيش السجناء بطريقة اعتبروها "استفزازية". وتضاربت التقديرات في شأن أعداد الجرحى في صفوف المعتقلين. ففي حين أكد مسؤولون في السجن إن الحصيلة لا تتجاوز 15 جريحاً، قدرتها مصادر فلسطينية بأكثر من 250، حال بعضهم خطرة. وقال معتقلون ل"الحياة"في اتصال هاتفي إن عناصر من"قوات نحشون"الإسرائيلية الخاصة اقتحمت السجن فجراً مستخدمة الأسلحة النارية والهراوات وقنابل الغاز والصوت. وأضافوا أنهم تصدوا للجنود بما لديهم من"إمكانات بسيطة"، لكن الأخيرين سيطروا على السجن بعدما أغرقوه بقنابل الدخان. وذكر أحد قادة الأسرى أن"قنابل الغاز والصوت تسببت في إحراق خيام في السجن وبعض مقتنيات الأسرى". لكن مصلحة السجون الإسرائيلية قالت في بيان إن اقتحام السجن جاء إثر تمرد السجناء الذين رفضوا السماح للجيش بتفتيش خيامهم. وأشارت إلى أن 15 سجيناً و15 حارساً جرحوا خلال الاشتباكات، وأن أحد السجناء أصيب بجروح خطيرة ونقل إلى مستشفى. وعادة ما يقوم السجانون الإسرائيليون بعمليات تفتيش مفاجئة في أوقات غير متوقعة، بحثاً عن هواتف نقالة تُهرب للاستخدام الشخصي. وتحتجز الدولة العبرية مئات الأسرى في خيام هذا السجن الصحراوي الذي افتتحته خلال الانتفاضة الأولى نهاية العام 1987. واعتبرت السلطة الفلسطينية الحادثة"حلقة في مسلسل أعمال إسرائيلية تهدف إلى خلق أجواء من شأنها تعطيل مؤتمر الخريف"للسلام. وحمّل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إسرائيل المسؤولية عن العنف. وقال في بيان أن حكومته"تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على الأسرى البواسل". وأعلن"نادي الأسير الفلسطيني"أن الأسرى الفلسطينيين ال 11 ألفاً في السجون الإسرائيلية قرروا الإضراب عن الطعام اليوم احتجاجاً على القمع الإسرائيلي في"كتسعيوت". وأكد النادي ووزارة شؤون الأسرى الفلسطينية جرح 252 معتقلاً في المواجهات، نُقل تسعة منهم في حال خطرة إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي. وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال مؤتمر صحافي أمس، الإدارة الأميركية"بالتدخل لوقف التجاوزات الإسرائيلية التي نعتبرها جزءا من السياسة الإسرائيلية التي تريد أن تعيق عملية السلام". وقال:"من دون إغلاق ملف الأسرى في أسرع وقت، لا يمكن استمرار عملية السلام".