حذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية من انفجار الاوضاع في السجون السياسية والامنية الاسرائيلية جراء الضغط المتزايد الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد ما يزيد عن ستة آلاف معتقل واسير فلسطيني، وسط تردد انباء اسرائيلية المصدر عن نية اسرائيل استغلال الحرب الاميركية المرتقبة على العراق لترحيل عدد من الاسرى الى خارج وطنهم. واضرب المعتقلون الفلسطينيون في سجن "كتسيعوت" الاسرائيلي في صحراء النقب امس عن الطعام احتجاجا على عمليات القمع التي نفذتها ادارة السجن في حقهم، وكذلك استمرارها في رفض تلبية مطالبهم. للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، شهد معتقل "كتسيعوت" المقام في صحراء النقب مواجهات حامية بين نحو 1200 معتقل وقوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي التي تحرس المعتقل اصيب خلالها 63 سجيناً فلسطينياً بحالات اختناق وحروق جراء اطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة باتجاههم والضرب بالهراوات، فيما جرح سبعة جنود اسرائيليين جراء رشقهم بالحجارة. واستمرت المواجهات التي بدأت في ساعات المساء الاولى اول من امس حتى ساعة متقدمة من الليل سادت فيها حالة من التوتر الشديد. ونسب الى المعتقلين الفلسطينيين قولهم ان مدير السجن هدد باستخدام الرصاص الحي ضدهم قائلا ان "القنابل المسيلة للدموع نفدت من المعتقل". وبدأت المواجهات عندما قطعت ادارة المعتقل الماء والكهرباء عن اقسام الاعتقال قبل ساعات فقط من بدء لقاء كان مقررا عقده بين ممثلي المعتقلين وادارة السجن لبحث تحسين أوضاع الأسرى الآخذة بالتردي يوما بعد يوم. وقالت مصادر في مركز الاعتقال ل "الحياة" خلال اتصال هاتفي ان قوات الاحتلال استخدمت عشرات القنابل المسيلة للدموع ضدهم ما ادى الى اصابة معتقل على الاقل بحالة تشنج فيما نقل آخرون الى المستشفيات لمعالجتهم. وقالت مصادر اسرائيلية ان المعتقلين احتجوا على نصب اجهزة تشويش على اجهزة الاتصال الخليوية التي يستخدمها بعض المعتقلين للاتصال بذويهم المحرومين من زيارتهم. واكد المعتقلون ان الاصوات التي تصدرها اجهزة التشويش تسببت في ظهور حالات مرضية وغثيان بالاضافة الى الصداع الشديد. ويقبع في المعتقل المذكور نحو 900 فلسطيني محتجزين من دون تقديمهم للمحاكم او توجيه تهم ضدهم بموجب قوانين "الاعتقال الاداري" الذي يمدد كل ستة شهور وفقاً لتقديرات الاجهزة الأمنية الاسرائيلية وقضاة عسكريين. ويشكو نحو 80 جريحاً ومريضاً فلسطينياً في "كتسيعوت" من عدم توفير ادارة السجن ما يحتاجونه من العناية الطبية. وتخضع ادارة السجن كافة المعتقلين ال1200 إلى عمليات تفتيش مفاجئة ومتكررة ومذلة ويتركون لساعات طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة اثناء تفتيش اقسام السجن. وتطالب لجنة المعتقلين بنقل 100 معتقل من الفتية والاطفال الذين لا تزيد اعمارهم عن 18 عاما الى معتقل للاطفال. ويعاني المعتقلون من اوضاع معيشية مزرية داخل خيم مليئة بالحشرات والبعوض ولا يسمح لهم باستخدام ماء للاستحمام. وشهد معتقل "عوفر" العسكري الذي اعيد افتتاحه ايضا بعد اعادة اسرائيل احتلالها للمدن الفلسطينية في اواخر نيسان ابريل 2002 مواجهات مماثلة مطلع الشهر الماضي ما ادى الى اصابة عدد كبير من المعتقلين بجروح جراء اعتداءات جنود الاحتلال عليهم. وذكر تقرير صادر عن نادي الاسير الفلسطيني ان اسرى سجن "نفحة" الصحراوي البالغ عددهم 800 معتقل اضربوا قبل يومين عن الطعام احتجاجا على الظروف غير الانسانية التي يعيشون فيها. ويعيش المعتقلون الفلسطينيون احوالا مزرية ايضا في اقسام العزل في سجني بئر السبع والرملة حيث يقبعون في زنازين تحت الارض يوجد فيها جرذان وينعدم فيها الضوء واشعة الشمس والهواء. وشددت ادارة السجون الاسرائيلية قبضتها الحديد على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في الاشهر الاخيرة بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في عدد الفلسطينيين الذين تعتقلهم قوات الاحتلال وتكتظ بهم السجون التي تفتقر، حسب تقارير المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، الى ابسط الحقوق الانسانية. وعمدت سلطات الاحتلال الى استخدام الكلاب خلال تفتيش زنازين واقسام المعتقلين. وترددت انباء صحفية اسرائيلية في الآونة الأخيرة عن نية سلطات الاحتلال الاسرائيلي ابعاد عدد من المعتقلين والاسرى الى خارج وطنهم خلال الحرب الاميركية المتوقعة على العراق متوقعة تحول انظار العالم خلالها عن الشأن الفلسطيني. وكانت اسرائيل ابعدت نحو 500 فلسطيني الى جنوبلبنان في بداية التسعينات الى مرج الزهور غالبيتهم كانوا محتجزين في المعتقلات الاسرائيلية.