رفضت الحكومة الباكستانية أمس، طلب رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو مساعدة من المجتمع الدولي للتحقيق في التفجيرين اللذين استهدفا موكبها لدى عودتها من المنفى الى كراتشي الخميس الماضي، واسفرا عن مقتل نحو 139 شخصاً، مبررة ذلك بتعيين منصور موغال، أحد ضباط مركز الشرطة حيث تعرض زوجها للتعذيب وكاد ان يفقد حياته العام 1999، رئيساً للجنة التحقيق، وباحتمال تورط ثلاثة مسؤولين بمخطط اغتيالها. وأكد وزير الداخلية أفتاب أحمد خان شيرباو أن التحقيق يعني باكستان وسيادتها، و"لا يحق لأي مواطن ان يدعو جهة أجنبية للتحقيق في أي قضية، خصوصاً أن الحكومة وأجهزتها الأمنية تعاملت بنجاح مع تفجيرات سابقة أكثر خطورة، استهدفت اغتيال الرئيس برويز مشرف العام 2003". ورفض الوزير اتهامات بوتو بوجود صلة لمدير الاستخبارات المدنية ورئيسي حكومتي إقليمي السند والبنجاب بالتفجيرين، على رغم ان مصادر حزب الشعب الذي تتزعمه سربت الى وسائل الإعلام أن السلطات قررت وضع الأشخاص الثلاثة تحت الرقابة، من دون إخضاعهم لأي تحقيق واتخاذ اي اجراء قانوني في حقهم. وفي اتصالات أجرتها بوتو مع الرئيس مشرف، اشترطت مشاركة حزبها بنسبة 60 في المئة في الحكومة الانتقالية التي ستشرف على الانتخابات الاشتراعية مطلع 2008، وتولي نائبها مخدوم فهيم أمين، رئاسة هذه الحكومة. لكن مشرف اقترح تولي الأمين العام لمجلس الأمن القومي طارق عزيز هذا المنصب. ودعت بوتو إلى إقالة حكام الأقاليم الأربعة وتعيين بدلاء لهم يرشحهم حزب"الشعب"لضمان نزاهة الانتخابات، وعدم تلاعب السلطات وحزب"الرابطة الاسلامية"الحاكم بالاقتراع، من دون ان تلقى أي رد من الرئيس ومستشاريه. وفيما أبدى الحزب الحاكم قلقه من رفع بوتو سقف شروطها في مواجهة مشرف، واحتمال تأثير ذلك على تنامي شعبية حزبها تمهيداً لاكتساحه الانتخابات المقبلة، رفض حزب الشعب وتحالف"العمل المتحد"الذي يضم الأحزاب الدينية القريب بعضها الى فكر تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"المعارضة، اضافة الى حزب"الرابطة الاسلامية"جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف، اقتراح الحكومة منع المسيرات والتجمعات الضخمة خلال الحملات الانتخابية المقبلة بسبب المخاوف الأمنية. وقال الناطق باسم حزب الشعب نظير دوكي:"تشكل التجمعات جزءاً من العملية الانتخابية، ولا يمكن ان نبقى مكتوفي الأيدي خلال الحملات، اذ يحتاج مرشحو الحزب وسياسيوه الى التواصل مع الشعب". ووصف رجا ظفر الحق رئيس"الرابطة الإسلامية"جناح شريف اقتراح منع التجمعات الحاشدة بأنه"ظالم"، مشدداً على ان السلطات لا تريد ان يتواصل الزعماء السياسيون مع الناخبين. اما لياقات بالوش، احد قادة تحالف"العمل المتحد"فاعتبر ان"مشرف لا يملك شعبية كبيرة، ولا يستطيع مواجهة الجمهور، لذا يحاول ان يراقب الانتخابات بطريقة أخرى".