أظهرت النتائج المعلنة للجولة الثانية من الانتخابات المحلية في باكستان تراجعاً ملموساً في تأييد الأحزاب الدينية في إقليم بيشاور الذي تسيطر عليه حكومة تابعة لمجلس العمل الموحد وهو تحالف الأحزاب الدينية الباكستانية، اذ أظهرت هذه النتائج تقدم مرشحي الحزب الحاكم في إسلام آباد. في الوقت نفسه، قتل عشرون شخصاً فيما أصيب مئات آخرون جراء اشتباكات وفوضى وقعت في عدد من مراكز الاقتراع في مختلف المحافظاتالباكستانية. واتهمت أحزاب المعارضة الحكومة المركزية والحزب الحاكم باللجوء إلى تزوير الانتخابات لفرض مرشحي الحزب الحاكم في المجالس المحلية في مختلف المدن، خصوصاً تلك ذات التأثير في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي يعول عليها الرئيس مشرف في الحصول على ولاية رئاسية ثانية عام 2007. وقررت الأحزاب الدينية وكرسالة احتجاج على تصرفات الحكومة، تسيير مسيرة نسائية ضخمة مساء السبت في مدينة بيشاور. ومن المقرر أن يقود التظاهرة أو يلقي خطابات فيها كل من الشيخ فضل الرحمن وقاضي حسين أحمد زعيمي تحالف الجماعات الدينية الحاكم في إقليم بيشاور. وكان كل من الحكومة المركزية والحزب الحاكم ادعى أن الحكومة المحلية في بيشاور منعت النساء من التصويت في عدد من الدوائر الانتخابية بينما تقول الأحزاب الدينية أن الذي منع النساء من التصويت في هذه المراكز، هم أنصار وزير الداخلية الباكستاني أفتاب أحمد خان شيرباو الذي يتحدر من إقليم بيشاور، ويواجه المرشحون المحسوبون عليه منافسة قوية من مرشحي التيارات الدينية هناك. وحققت الأحزاب المعارضة للحكومة المركزية في البنجاب والسند خصوصاً حزب الشعب بزعامة بينظير بوتو وحزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف، تقدماً واضحاً في الكثير من الدوائر ضد منافسيهم من الحزب الحاكم في إسلام آباد. وقررت لجنة الانتخابات المركزية إلغاء التصويت في أكثر من خمسين مجلساً محلياً بعد الفوضى وإطلاق النار الذي حدث بين أنصار المتنافسين وما قيل عن سرقة عدد من صناديق الاقتراع من قبل مؤيدين للحزب الحاكم والمعارضة. وأشارت نتائج غير رسمية إلى تقدم المعارضة في كل من فيصل آباد ثاني أكبر المدن الباكستانية سكاناً وراولبندي المجاورة للعاصمة ومدينة قصور الواقعة قرب مدينة لاهور بينما أحرز الحزب الحاكم تقدماً ملموساً في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب. وكنتيجة لما اعلنته أحزاب المعارضة الباكستانية عن انغماس الحزب الحاكم والحكومة المركزية في تزوير الانتخابات، قررت الجماعة الإسلامية الباكستانية والحزب القومي البشتوني التحالف معاً ضد مرشحي الحكومة، وهو تطور جديد يضع الجماعة الإسلامية أحد أركان تحالف الجماعات الدينية مع حزب يساري كان طوال الوقت ضد أي دور للجماعات الدينية الباكستانية. كما أن مثل هذا التحالف من شأنه أن يؤثر كما يقول محللون باكستانيون في بقاء تحالف الجماعات الدينية التي يكن بعضها العداء الشديد للحزب القومي البشتوني في بيشاور. وكانت نسبة المشاركين في التصويت في الكثير من المناطق ضئيلة خاصة في الجانب النسوي. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية اللواء شوكت سلطان أن محكمة باكستانية حكمت بالإعدام على خمسة متهمين بالتورط في محاولة لاغتيال الرئيس مشرف في الخامس والعشرين من كانون الاول ديسمبر 2003. وكان حكم آخر بالإعدام نفذ بحق أحد الجنود المتهمين بالمشاركة في المحاولة وذلك قبل ايام عدة بعد أن رفض الرئيس مشرف التماساً تقدم به المتهم وعائلته لتخفيف الحكم أو إسقاطه نهائياً. ويرى مراقبون أن الحكم بالإعدام على المتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس مشرف، هو رسالة يوجهها الرئيس للتيارات الدينية بأنه لن يتهاون معها في المرحلة المقبلة.