استبق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة اليوم، وجددا مواقفهما من"الوثيقة المشتركة"التي يعملان على اعدادها بهدف طرحها على المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في انابولس في الولاياتالمتحدة الشهر المقبل. وفي حين اعلنت اسرائيل ان"شيئا لم يتغير"وان الوثيقة لن تبحث في القضايا الجوهرية للصراع القدس واللاجئون والحدود، تمسك الفلسطينيون بالتوصل الى"وثيقة مفصلة وواضحة في شأن قضايا الوضع النهائي". في المقابل، دعت طهران، ومعها رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، الدول العربية الى مقاطعة المؤتمر الدولي. راجع ص 5 وقال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي في خطاب امام الآلاف في المسجد الكبير في طهران لمناسبة عيد الفطر، ان الولاياتالمتحدة دعت الى المؤتمر"لانقاذ النظام الصهيوني الذي تلقى صفعة من حزب الله"خلال حرب صيف 2006، مضيفا ان"المؤتمرات التي نظمت باسم السلام لم تصب في مصلحة الفلسطينيين. وكيف يمكن للدول العربية الاخرى المشاركة في هذا المؤتمر عندما لا يشارك الفلسطينيون فيه؟". وكان خامنئي يشير الى حركة"حماس"التي دعا رئيس مكتبها السياسي امس في رسالة لمناسبة العيد الى مقاطعة الاجتماع الدولي، متهماً اسرائيل والولاياتالمتحدة باستغلال الخلاف بين الفلسطينيين لتحصيل تنازلات في مفاوضات السلام. ويأتي تحذير مشعل غداة تحذير مشابه اطلقه رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية اول ايام العيد. في هذا الصدد، قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض من اجل التوصل الى"الوثيقة المشتركة"احمد قريع ان الفلسطينيين واسرائيل يجب ان يتوصلوا الى اتفاق مفصل في شأن قضايا الخلاف قبل المؤتمر، موضحا عقب لقائه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ويلش ان الوثيقة التي ستطرح على المؤتمر يجب ان تكون"مفصلة وواضحة في شأن قضايا الوضع النهائي". واضاف انه"في حال فشل المؤتمر في ايجاد اسس واضحة لعملية السلام، فان النتائج لن تكون جيدة". على خط مواز، لخصت أوساط في مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت موقفها من المؤتمر بالقول انه"سيشهد فقط إعلان بيان مشترك وليس مفاوضات أو إعلان اتفاقات"، على أن تبدأ مفاوضات الحل الدائم بعد المؤتمر،"وكل شيء سيكون وفقاً لخريطة الطريق الدولية"التي تفسرها إسرائيل على أنها تطالب الفلسطينيين بمحاربة الإرهاب وبناء مؤسسات السلطة قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية. وتبدي الساحة الحزبية في إسرائيل شكوكاً كبيرة في جدية اولمرت او امكان نجاحه في مفاوضاته مع الفلسطينيين، فيما رأى مراقبون انه بدأ بالاستعداد لفشل المؤتمر من خلال استخدام"المعارضة الداخلية"كورقة مهمة لصد اي ضغوط اميركية او غيرها من اجل تقديم تنازلات للفلسطينيين. وستحاول رايس في زيارتها الثالثة للمنطقة، منذ سيطرة"حماس"على القطاع، تقويم مدى التقدم الذي حققه المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون في صوغ الوثيقة المشتركة، كما ستقوم بجولات مكوكية بين اسرائيل ورام الله في محاولة لتضييق الخلافات بين الجانبين.