سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقفها أقلق الفلسطينيين وقد يمهد لاضفاء شرعية دولية . على ترسيم الحدود من جانب واحد في غضون عام واشنطن لا تستبعد دعم "خطة الفصل" وتحمل "حماس" مسؤولية "الحلول الاخرى"
في تطور خطير أقلق الفلسطينيين قد يمهد لاضفاء شرعية دولية على خطة الفصل الاحادي الجانب من الضفة الغربية، والتي طرحها رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت وأعلن احد مساعديه انها ستُنجز خلال عام ليصار الى تطبيقها في السنوات الثلاث المقبلة، لمحت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الى ان الادارة الاميركية قد تدعم خطة اولمرت، متذرعة بغياب شريك مفاوض في الجانب الفلسطيني بعد تشكيل حكومة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. راجع ص 4 و5 ورغم ان رايس قالت للصحافيين الذين رافقوها في رحلتها الى برلين ان"الجميع يفضل تسوية متفاوض عليها، وهو ما تنص عليه خريطة الطريق"، الا انها استشهدت بالانسحاب الاسرائيلي الاحادي من قطاع غزة الذي أيدته الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي و"انتهى الى كونه انسحابا احاديا منسقا"مع الفلسطينيين، وقالت:"لذلك اعتقد بان الامر يعتمد على ما يتم بحثه". والخطير في تصريحات رايس هو عدم استبعادها دعماً اميركياً لخطة الفصل الاحادي التي تتناقض بشكل اساسي مع المواقف الاميركية السابقة التي تتمسك ب"خريطة الطريق"وترفض اي اجراءات من شأنها ان تؤثر في مفاوضات الحل النهائي، ومنها قضية الحدود. وفي هذا الصدد، قالت رايس:"لن اقول بشكل سطحي اننا قطعاً لا نعتقد بوجود اي قيمة في ما يتحدث عنه الاسرائيليون خطة الفصل، لكن لا نستطيع ان ندعم ذلك لاننا لا نعرفه، ولم تتسن لنا الفرصة للحديث معهم الاسرائيليين عما في اذهانهم". وألقت بالكرة في ملعب"حماس"، قائلة:"اذا اردت اجراء مفاوضات، فيجب ان يكون لديك شركاء، والحكومة الفلسطينية التي ادت اليمين الدستورية لا تقبل مفهوم الحل القائم على التفاوض"و"تحتفظ بحقها في ممارسة العنف ولا تقبل الطرف الاخر وحقه في الوجود". وأكدت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية ل"الحياة"أنه"من المبكر التحدث عن خطوات انفرادية"، لكنها حملت"حماس مسؤولية تجميد المفاوضات وخريطة الطريق"ما قد يدفع بالادارة الى دعم خطوات اسرائيلية أحادية الجانب"من دون تغيير موقفها من عملية السلام". وأكدت أن على"حماس"تغيير مواقفها من المفاوضات والاتفاقات الموقعة لتجنب الخطوات الانفرادية". وأبدت تفاؤلا بالخطاب"المنفتح"لأولمرت المتوقع أن يزور واشنطن الشهر المقبل، وأشارت الى"أنه أظهر استعداده للتفاوض، انما ليس هناك شريك فلسطيني عدا الرئيس عباس". وتمسكت المصادر ب"خريطة الطريق"، لكنها رأت ان"رفض حماس خيار المفاوضات يعني التطلع نحو حلول أخرى". من جانبها، اعربت السلطة الفلسطينية عن قلقها من تصريحات رايس، وقال كبير المفاوضين صائب عريقات ل"الحياة"ان الرئيس عباس كلفه لقاء المبعوثين الأميركيين ديفيد ويلش واليوت ابرامز اللذين يزوران المنطقة واستيضاح الأمر رسميا خلال لقاء اليوم. واضاف:"الموقف الأميركي المعلن هو الموقف الداعم لخريطة الطريق، وهو الموقف القائل ان الحدود بين الجانبين ترسم من خلال المفاوضات الثنائية". واشار الى ان السلطة ستطالب الادارة الاميركية بالعمل على عقد مؤتمر دولي خاص لحل القضية الفلسطينية. اما"حماس"، فقال نائب رئيس حكومتها الدكتور ناصر الشاعر ل"الحياة"ان"خطة شارون - اولمرت معلنة قبل ان تجرى الانتخابات الفلسطينية وتفوز فيها حماس، وموقف الادارة الاميركية الداعم او المتفهم لضم الكتل الاستيطانية معلن منذ فترة طويلة، وبالتالي فان التذرع بوجود حكومة حماس أمر غير حقيقي". وتهدف خطة اولمرت الى رسم حدود اسرائيل من جانب واحد بحلول عام 2010 من خلال ازالة المستوطنات المعزولة والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الضخمة مثل"آرييل"شمال الضفة و"معاليه ادوميم"وتكتل"غوش عتصيون"في ضواحي القدس التي اعلن اولمرت انها ستبقى"العاصمة الموحدة"لاسرائيل. وتشمل الخطة جعل الجدار الفاصل حدودا غربية للضفة، وابقاء السيطرة العسكرية على غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة.