تنظم مؤسسة "سوذبيز" اللندنية في 24 من الشهر الجاري، مزاداً علنياً لبيع تحف فنية إسلامية الطراز. ومن المتوقع أن يسجل هذا المزاد، الذي تعتبره المؤسسة أهم عملية بيع لهذا النوع من التحف، مبلغاً يتخطى ال 5 ملايين جنيه استرليني. ويلي المزاد، الذي سيضمّ أكثر من 400 قطعة من المخطوطات القرآنية والأقمشة والمعدنيات والأجهزة الفلكية والأسلحة والسيراميك والأواني الزجاجية واللوحات، معرض لبيع تحفٍ فنية إسلامية. وتعود القطع المعروضة إلى الفترة الممتدة من نشأة الإسلام في القرن السابع إلى زمن الإمبراطوريات العظمى والحكم العثماني والصفوي والمغولي، أي بين القرنيْن السادس عشر والتاسع عشر. ومن أهم الأعمال التي ستعرض في المزاد، مقطع من القرآن الكريم مكتوب بالذهب بالخط الكوفي على ورقٍ أزرق اللون. وتشكل هذه الصفحة جزءاً من احد المخطوطات النادرة المعروفة بالقرآن الأزرق الموجودة إمّا في المغرب العربي أو في جنوباسبانيا. ويُقال إنّ النسخة الكاملة من القرآن الأزرق تعدّ أرفع المخطوطات القرآنية فخامةً وهي تعود إلى مطلع القرون الوسطى، أي إلى القرنيْن التاسع والعاشر. وتُقدّر هذه القطعة وحدها بما يتراوح بين 70 و90 ألف جنيه استرليني، ما يشير إلى ندرتها وطابعها الخيالي. ومن القطع المثيرة للإهتمام أيضاً الشمعدان النحاسي المرصّع بالذهب والفضة والذي يعود إلى مطلع القرن الرابع عشر خلال حقبة المماليك والتي جاءت إمّا من سورية أو من مصر. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشمعدان وزخرفته يعودان الى الطراز المملوكي، ولا عجب إذاً أن تُقدّر قيمته ب 100 - 150 ألف جنيه استرليني. أمّا الحدث الثاني المنتظر والذي يختلف تماماً عن مزاد التحف الفنية الإسلامية، فهو العرض الذي يضم تحفاً من الفن الإيراني والعربي الحديث والمعاصر وهي معروضة للبيع. وسيتضمن المزاد مجموعة من اللوحات والصور والقطع المتنوعة ابتكرها فنانون من القرن العشرين والحادي والعشرين. ومن علامات هذا المزاد البارزة، أعمال لعظماء من عالم الفن في الشرق الأوسط، نذكر منهم الفنان التجريدي الإيراني عربشاهي، والفنانين السورييْن لؤي كيالي وفاتح المدرس، إضافة إلى المصور الإيراني ميترا تبريزيان. وشاءت الصدفة أن تعرض"سوذبيز"، خطوطاً حديثة العهد وضعها الخطاط السوري شعراني، الذي يستخدم مؤلفات تقليدية مستوحاة من آيات قرآنية مكتوبة بالخط الكوفي وتعود إلى القرنيْن التاسع والعاشر. ويستند بعض فناني هذه المجموعة في أعمالهم إلى الفن والعمارة والثقافة التقليدية، غير أنّ البعض الآخر منهم أثبت قدرةً على دمج جذوره مع المفاهيم الغربية. ومن بين هؤلاء، العراقي ضياء عزاوي واللبناني بول غيراغوسيان. ومن خلال هذيْن المزاديْن، تسلّط سوذبيز الضوء على منطقة الشرق الأوسط وكنوزها الفنية والأثرية، من زاويتين مختلفتيْن. الأولى إبراز التحف القديمة التي حافظت على مدى قرون على موقعها في السوق. والثانية التعريف بفنانين أقل شهرةً وتقديم إنتاجهم من الفن المعاصر.