يتهيأ سوق الآثار والتحف الاسلامية اليوم لمزاد جديد من دار "سوذبيز" في لندن تباع فيه كأس ذهبية يعود تاريخها الى 2500 عام قبل الميلاد. ويتمتع المزاد بفسيفساء من ألوان الأحجار والمعادن الثمينة، إضافة الى الصدف والزجاج والمخطوطات المزركشة. الا ان أروعها لوناً هي زمردة خضراء لا مثيل لها من عيار 74،98 قيراط، منحوت تاريخها 1018 هجرية في وسطها مع اسم مالكها الأول "شاه أكبر شاه جاهانغير" شمال الهند ويتوقع بيعها بمبلغ يراوح بين 800 ألف ومليون جنيه استرليني مما يجعلها أغلى قطعة ثمناً في المزاد. واستطاع المسؤولون عن المزاد جمع قطع نادرة من أزمنة مختلفة في تاريخ الدول الاسلامية، من قبل الاسلام حتى المماليك والى العثمانيين. وكما يحصل في معظم المزادات العالمية للتحف من العالم الاسلامي، توجد تشكيلة رائعة من القطع استثنائية قليل ما تباع في مزاد علني. وباع مزاد "سوذبيز" الكأس "ايمبروس" الذهبي عام 1918 ويبيعه ثانية بعد ثمانين عاماً. ويتوقع بيع الكأس بمبلغ يراوح بين 400 و600 ألف جنيه استرليني بعدما بيع ب150 جنيهاً استرلينياً للمرة ألاولى عام 1918. وقد جلبه الى المملكة المتحدة من جزيرة ايمبروس التركية قائد اللواء البريطاني أرثر جورج. وصنع الكأس من قطعة ذهب واحدة، يصل طوله الى 11 سنتيمتراً، ووزنه الى 278 غراماً. ويعرض طقم من إبريق صدفي مع طبق مسطح للبيع اليوم، يقدر سعرهما بين 70 و90 ألف جنيه استرليني. وصنع الطقم في بداية القرن السابع عشر، الا انه اضيف الى حاشياتهما تلبيس برونزي في القرن الثامن عشر. وقال المدير الدولي للفن الاسلامي إدوارد غيبز ل"الحياة": "ان هاتين القطعتين مختلفتان لأنهما صنعتا للسوق الأوروبية". ويعتقد بأن الأبريق والطبق صنعا في الهند وزينا في أوروبا، وعلى الأرجح في البرتغال. وتباع قطع صدفية عدة، منها حامل صدفي للقرآن الكريم وصناديق صدفية عثمانية. وتباع اليوم أيضاً مجموعة من الادوات الحربية، منها الخناجر والسيوف والبنادق إضافة الى الألبسة الحربية المعدنية. ومن ضمن هذه المجموعة مسدس عثماني مصنوع من العاج، ولا يوجد مثله الا مسدس عاجي آخر في اسطنبول ويقدر ثمنه بين 18 و25 ألف جنيه استرليني. ويعتقد غيبس ان هذه المرة الأولى الذي يظهر فيها مسدس مثل هذا في مزاد علني ويتوقع انه سيجذب انتباه جامعي الأسلحة النادرة. ومن القطع الذهبية النادرة، قارورة هندية مصنوعة من الذهب الخالص تعود الى بداية القرن الثامن عشر. ويزيد من ثمن القطعة الزخرفة الدقيقة عليها، من طيور وورود، التي تجعلها من أجمل قطع المزاد. ومن المتوقع ان تباع القارورة بسعر بين 20 و30 ألف جنيه استرليني. وقال غيبز: "في السنوات الأخيرة انتعش سوق الأثريات الاسلامية خصوصاً الأغلى ثمناً منها". وأضاف: "ان كل ما هو نادر وجميل يباع لمجموعة من جامعي القطع الفنية الذين بدأوا يقدرون الفن الاسلامي جيداً".