اليوسفي ثمرة لذيذة، جاءت تسميتها من يوسف أفندي، وهو مزارع أرمني كان مدير حدائق شبرا في عهد محمد علي الكبير الذي أرسله الى فرنسا ليزداد علماً في الزراعة فجلب معه في عودته الى مصر غرسات اليوسفي الماندرين من مالطا وإيطاليا. العرب القدامى لم يعرفوا اليوسفي، إذ ان كتبهم القديمة لم تذكر شيئاً عنه. ويقال إن الموطن الأصلي لليوسفي الصين والهند الصينية. واليوم يكثر زرع اليوسفي في بلدان كثيرة كلبنان ومصر وفلسطين وأميركا واليابان. يعتبر اليوسفي من الفواكه الشهية التي لاقت استحسان المستهلكين. وقد اكتشف العلم الحديث منافع عدة فيه، إذ انه يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية كالحديد والفوسفور والكلس والفيتامين"ب 1"وپ"ب 2"والنياسين والفيتامين ث، إضافة الى سكر الفاكهة الطبيعي الذي يقدم للجسم سعرات حرارية عاجلة يمكنه الاستفادة منها على الفور. وقد منّت الطبيعة على الماندرين بقشرة سميكة مفيدة في حماية العناصر الغذائية القابعة في قلبه بحيث يستفيد منها الإنسان في أي زمان ومكان. والى جانب المعادن والفيتامينات أفادت الأبحاث ان اليوسفي يحتوي على مركبات معقدة تجعل منه غذاء مهماً مضاداً للأكسدة، إذ ان هذه المركبات تقف في المرصاد للجذور الكيماوية الحرة التي تزرع الخراب أينما حلّت. صحيح أن اليوسفي غني بالفيتامين ث المضاد للأكسدة، لكن التحريات بينت أن المركبات المعقدة فيه تملك فعلاً مضاداً للأكسدة يفوق من ثلاث الى أربع مرات ما هو عليه الحال مع الفيتامين ث. ويوجد في اليوسفي ثلاثة مركبات مهمة تنتمي الى عائلة الفلافونيدات هي: التانجيريتين والنوبيليتين والهيسبيريدين، والمعروف عن هذه المركبات انها تملك فعلاً مضاداً للتكاثر، وقد أثبتت التحريات المخبرية أنها قادرة على منع نمو الخلايا الورمية في أنبوب الاختبار، وليس مستبعداً أن تفيد الإنسان في حمايته من السرطان. على صعيد آخر بينت أبحاث على الحيوان أن مركب النوبيليتين يستطيع إنقاص مستوى الكوليسترول في الدم، ما يسمح بالحماية من الأمراض القلبية الوعائية. واليوسفي غني بمركبات الليمونيدات التي كشفت الأبحاث أنها قادرة على تثبيط سرطان الرئة وسرطان الثدي، وفي تجربة أنجزت على الفئران تبين أن إطعامها أغذية مدعومة بمركبات الليمونيدات سمح في تقهقر نمو الخلايا الورمية بنسبة عالية.واليوسفي غني بالألياف، فواحدة منه تمد الجسم بما يعادل الثلاثة غرامات منها، أي ما يعادل ربع حاجة الإنسان تقريباً. وكما هو معروف، فإن الألياف مفيدة على أكثر من صعيد، فهي تمنع حصول الإمساك، وتيسر عملية الهضم، وتقلل خطر التعرض لشبح سرطان الأمعاء، وتسهم في خفض مستوى الكوليسترول في الدم. ولا يغيب عن البال عصير اليوسفي وقشره. فالعصير غني بمركبات الفلافونيدات الواقية للقلب والشرايين. أما قشر اليوسفي فمفيد جداً، إذ تمكن فريق من الباحثين البريطانيين أخيراً من إثبات أن القشرة تحتوي على مادة سالفسترول كيو 40 التي تتحول الى مركب سام في قلب الخلايا السرطانية، الأمر الذي يؤدي الى موتها، إذاً من الخطأ جداً رمي قشر اليوسفي جانباً، ففيه فائدة لا تقدر بثمن.