البرتقال ثمرة لا يعلى عليها، وجاءت هذه التسمية من البرتقال نسبة الى البرتغاليين الذين كان لهم قصب السبق في حمله معهم من موطنه الأصلي في الصين الى أوروبا ومن ثم الى القارة الأميركية على يد مكتشف العالم الجديد كريستوف كولومبوس. ويقال ان الفرنسيين والانكليز عندما عرفوا البرتقال كان أكله يقتصر على الأغنياء بسبب ثمنه الباهظ الى درجة ان بعضهم كان يتلقاه كهدية في الأعياد والمناسبات. وهناك أنواع عدة من البرتقال بحسب المناطق التي تنتجه، فهناك البرتقال البرازيلي والمكسيكي والفرنسي والاسباني والايطالي والمغربي والجزائري وغيرها، ويعتبر برتقال واشنطن المسمى"نافال"وپ"باهيا"من أهم الأصناف. يعتبر البرتقال من الفواكه الحامضية الشهية التي لاقت اهتماماً كبيراً من الناس في كل العصور، واهتم العلم الحديث به لأنه اكتشف فيه الكثير من المزايا والمنافع وما زال يجد فيه خصائص جديدة. والبرتقال ثمرة كاملة اذا صح التعبير، فهو يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية، مثل الحديد والفوسفور والكلس والفيتامين"ب1"وپ"ب2"، والنياسين والفيتامين ث اضافة الى سكر الفاكهة الطبيعي الذي يقدم للجسم سعرات حرارية سريعة يمكنه الاستفادة منها على الفور، وقد منت الطبيعة، على البرتقال بقشرة سميكة لحماية العناصر المغذية فيه بحيث يستفيد منها الانسان في أي زمان ومكان. وإضافة الى المعادن والفيتامينات، أشارت البحوث الحديثة، الى ان البرتقال يحتوي على مركبات معقدة تجعل منه واحداً من أهم الأغذية المضادة للأكسدة، وهذا يعني ان تلك المركبات تستطيع تدمير الجذور الكيماوية الحرة التي تحاول زرع الخراب والدمار أينما حلت، ومما لا شك فيه ان البرتقال غني بالفيتامين ث المعروف بفعل المضاد للأكسدة، لكن التحريات بينت ان المركبات المعقدة تملك فعلاً مضاداً للأكسدة يفوق بين ثلاث وست مرات ما هي عليه الحال مع الفيتامين ث. وفي معرض دراسة أنجزت على الجرذان التي أعطيت خلاصة من قشر البرتقال تحتوي على مادة معقدة اسمها"هيسبيريدين"تمكنت الخلاصة من رفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL الواقي للقلب والشرايين، لكنها استطاعت في الوقت نفسه أن تخفض مستوى الكوليسترول السيئ LDL المدمر للشرايين. وفائدة الهيسبيريدين لا تتوقف عند هذا الحد فالتجارب المخبرية أفادت انه يملك فعلاً مضاداً للالتهاب. وعلى صعيد السرطان فإن الدراسات المخبرية التي أجريت هنا وهناك نوهت الى ان مادة"الليمونين"الموجودة في البرتقال قادرة على تثبيط سرطان الرئة وسرطان الثدي، وفي تجربة أنجزت على الحيوانات تبين ان اطعامها بأغذية مدعومة بالليمونين سمح بتقهقر الأورام السرطانية بنسبة مرتفعة جداً، حتى أن الأورام التي استمرت على عنادها بالبقاء تقهقرت أحجامها الى النصف تقريباً. ان برتقالة واحدة يومياً تكفي لسد حاجات الانسان من الفيتامين ث الواقي والشافي، فهو يساعد على تثبيت الكلس في العظام ويقي من داء الاسقربوط نزف اللثة ويعجّل في التئام الجروح ويدعم جهاز المناعة. والبرتقال غني بالألياف، فبرتقالة واحدة تمد الجسم بثلاثة غرامات منها، أي ما يعادل 15 الى 20 في المئة من الحاجة اليومية، والألياف مفيدة لأمراض عدة فهي تعالج الامساك وتقلل من التعرض للاصابة بالرتوج فتوق على جدران الأمعاء وتيسِّر عملية الهضم وتقلل من خطر الاصابة بسرطان القولون، حتى انها تساهم في خفض مستوى الكوليسترول في الجسم. تبقى اشارة الى عصير البرتقال وأوراقه وزهوره، فشرب العصير يحمي القلب لغناه بمركبات الفلافونيد ولمناهضته مادة"هيموسيستيئين"الخطرة على القلب والشرايين. أما الأوراق فتستعمل لتهدئة أوجاع الرأس والسعال وفي وضع حد للحازوقة المزعجة. أما زهور البرتقال فهي تفيد في علاج التشنجات وتهدئة الخفقانات ومحاربة الأرق والقلق، لكن يجب الاعتدال في شرب العصير لأن كثرته قد تؤدي الى بؤس المصير.