كلاهما وصل في التراتب العسكري الى مراب القمة، أحدهما قائد الأركان السابق الجنرال حلمي اوزكوك، والآخر هو قائد القوات البرية الحالي الجنرال الكر باشبوغ. وكلاهما تحدث الأسبوع الماضي الى الصحافة عن مشكلة مختلفة، وطرح لها حلولاً من وجهة نظره. الأول تحدث عن مشكلة الحجاب، والآخر عن الإرهاب. وكلاهما استخدم اسلوباً واحداً في تناول القضية، وارتكب الخطأ نفسه في تحليله. فذهب الى ان حياتنا الاجتماعية، الغنية بالمؤثرات الدينية والنفسية والمادية، هي السبب في المشكلتين. فالجنرال اوزكوك على يقين من ان البنات في تركيا يلبسن الحجاب بسبب فرض الأهل، وان قرار حظر ارتداء الحجاب في الجامعات هو فرصة لتحرير البنات من فرض الأهل والأقرباء. فالأهل مضطرون الى ترك بناتهم سافرات من اجل مستقبلهن العلمي. وتعريف اوزكوك للمشكلة غاية في البساطة والتسطيح. فهي مشكلة تبدأ على باب الجامعات، وحلها بسيط. والأمر العسكري، على باب الجامعة، بمنع دخول المحجبات يحسم القضية، ويحل المشكلة. وكلام الجنرال باشبوغ يشبه، في تناوله القضية الأخرى، المنطق الذي ساقه الجنرال اوزكوك. فهو يرى ان سبب الإرهاب يكمن في فشل الدولة في الحد من انضمام عناصر جديدة للحزب الإرهابي. والحل بسيط، يجب منع انضمام عناصر جديدة. وكيف ذلك؟ لعله وضع بوابة أمنية بين أهالي المنطقة وبين الحزب تمنع مرور الأهالي الى الحزب، وانضمامهم إليه. ولعل من حقنا ان نسأل، نحن، هؤلاء الذين يضعون قوانين المنع، فنقول: ما هو البديل الذي تعرضونه على العائلات والمحجبات؟ وما هو البديل عن التدين الذي يمكنكم ان تقترحوه على أولياء الأمر الذين يريدون ان يبعدوا أبناءهم عن المخدرات، وأصحاب السوء، والفساد المستشري، والانحلال الأخلاقي الذي يغزونا؟ وما الذي قدمناه لأهالي تلك المناطق من اجل وقف الإرهاب والحد منه؟ هل سمحنا لهم باستخدام لغتهم الأم او أعطيناهم حقوقهم الثقافية التي نقر نحن بها؟ ان المنطق العسكري يقوم على إلغاء النتائج ويتوقع زوال الأسباب. عن ممتازار ترك اونه، "زمان" التركية، 7/10/2007