تلتقي القوى السياسية المتمثلة في ائتلاف الغالبية النيابية في البرلمان الاحد المقبل في المختارة بدعوة من رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط وعلى جدول اعمالها نقطة اساسية تتعلق باعادة احياء التكتل السياسي الذي كان قائماً في"البريستول"انطلاقاً من فرز الكتل النيابية الذي اظهرته مناقشة البيان الوزاري للحكومة والمواقف منها في ضوء السجالات التي شهدتها وكانت ابرزها بين التيار الوطني الحر ونواب من اللقاء الديموقراطي و"حزب الله"وتيار المستقبل. ويتوقع ان يشارك في اللقاء، بحسب قول مصادر مقربة من الغالبية النيابية ل"الحياة"، اعضاء اللقاء الديموقراطي وكتلة المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري وتيار القوات اللبنانية والحركة الاصلاحية الكتائبية بقيادة الرئيس امين الجميل وقرنة شهوان وحركة التجدد الديموقراطي واليسار الديموقراطي، اضافة الى عدد من النواب السابقين وعلى رأسهم نسيب لحود وفارس سعيد. كما يتوقع ان يستثنى من الدعوة التي وجهها جنبلاط نواب سابقون كانوا انضموا فور انتهاء الانتخابات النيابية الى التيار الوطني الحر او اعلنوا فك ارتباطهم بلقاء القرنة. وأكدت المصادر ان لقاء المختارة سيخصص للتداول في التطورات الراهنة على خلفية السقف السياسي الذي رسمه العماد ميشال عون لنفسه وللنواب المتحالفين معه، من خلال مداخلته في البرلمان التي لم تقتصر على انتقاده البيان الوزاري فحسب، وانما حاول تبني القرار 1559 بطريقة او باخرى على رغم انه لم يأت على ذكره. ولفتت الى ان عون استحضر خطابه السياسي في البرلمان مستمداً فحواه من روحية الشق اللبناني من القرار 1559 خصوصاً لجهة سحب سلاح المقاومة ونزع السلاح الفلسطيني عبر اشارته الى استمرار بقاء الجزر الامنية، مؤكدة ان عون مهما حاول تبرير موقفه أو تلطيف بعض المواقف الواردة فيه فانه اعتمد خطاباً هجومياً واضحاً محاولاً في شكل مكشوف حشر التكتلات النيابية المسيحية التي وان اضطر بعضها، في اشارة الى تناغم النائب في تيار القوات جورج عدوان مع طروحاته وصولاً الى تبنيها، فانها لا تعكس حقيقة موقفها. وأضافت:"ان تيار القوات ممثل في الحكومة بشخص وزير السياحة جو سركيس وبالتالي فان البيان الوزاري يحظى بتأييده خلافاً للمواقف الحماسية التي عبر عنها عدوان الذي حاول ان يستعيد خطاب اليمين الناري الذي لا ينسجم والمواقف التوافقية التي يتميز بها الموقف السياسي الراهن للقوات. وتوقفت المصادر امام تشكيك عون بالمصالحة التي كان رعاها البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في الجبل، ومطالبته بصورة غير مباشرة باصدار عفو يشمل الذين سماهم باللاجئين الى اسرائيل. ورفضت المصادر التأكيد ما اذا كان اجتماع المختارة يشكل اول محاولة جدية لاعادة احياء لقاء البريستول الذي كان يضم القوى الفاعلة في المعارضة التي خاضت الانتخابات النيابية على لوائح موحدة لكنها لاحظت ان هناك محاولة لاعادة احياء لقاء قرنة شهوان الذي خرج منه البعض والتحق بالعماد عون. وكشفت ان بعض النواب الذين لا يزالون اعضاء في لقاء القرنة كانوا التقوا اخيراً البطريرك الماروني بطرس صفير في الديمان وطرحوا معه، من باب استمزاج الرأي، امكان اعادة الاعتبار لهذا اللقاء، وقالت ان صفير لم يظهر أي حماسة للفكرة وكأنه لا يريد أن يقحم بكركي في الخريطة السياسية المسيحية التي رسمتها الانتخابات النيابية. واوضحت ان لقاء صفير والنواب في لقاء القرنة اتسم بصراحة متناهية وبتبادل العتاب بدءاً بالبيان الشهير لمجلس المطارنة الموارنة الذي صدر قبل فترة قصيرة من الاستحقاق النيابي والذي اظهرهم مكشوفي الظهر لمصلحة منافسهم عون الذي اتخذ قراره بعدم الائتلاف معهم في الانتخابات. واذ بدا للعلن ان البطريرك الماروني لا يمانع معاودة احياء لقاء القرنة، فانه في المقابل وعد بدراسة اقتراحهم الرامي الى رعاية بكركي لهذا اللقاء من خلال المطران يوسف بشارة، لأن غيابه يعطي الآخرين الضوء الاخضر للهجوم عليهم. لذلك رأت هذه المصادر ان لا بد من الالتفات الى البحث في صيغة من شأنها ان تشكل الاطار السياسي العام للغالبية في البرلمان على رغم بعض التباين في مواقفها الذي لن يتسبب لاحقاً في بروز اختلافات في الموقف تبرر انسلاخ القوى التي انتقلت من المعارضة الى ممارسة السلطة، وتوزعها على تكتلات يمكن ان يغلب عليها الطابع الطائفي أو المناطقي. واعتبرت ان الفرصة مؤاتية امام اجتماع الغالبية في المختارة للتوافق على الاطار السياسي العام الذي تنضوي تحت قبته قوى الاعتدال في الشارع المسيحي مع القوى الحليفة لها على الصعيد الاسلامي خصوصاً ان عون كان المبادر في كلمته امام البرلمان الى كشف كل اوراقه وكأنه يسوق نفسه في الشارع على انه الناطق الاوحد باسم المسيحيين فيما بادر خصومه الى التنازل عن بعض ثوابتهم لمصلحة الحفاظ على الائتلاف الانتخابي مع الشريك المسلم. واكدت ان عون لم يذهب بعيداً في موقفه الى حد تبنيه عدداً من المسائل السياسية التي في موضع اختلاف مع المسلمين الا بعد شعوره بان هناك صعوبة امام عقد صفقة سياسية لا سيما بعد رفضه الاشتراك في الحكومة على رغم السياسة الاستيعابية التي اتبعها معه سعد الحريري ومن خلاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. واضافت ان عون سعى الى استنفار الشارع وتحويله الى قوة ضاغطة على التكتلات المسيحية الاخرى لمنعها من تحويل تحالفها الانتخابي مع اللقاء الديموقراطي وتيار المستقبل الى تجمع سياسي، يعتمد الحوار والانفتاح على الثنائية الشيعية بقوتيها حركة"أمل"و"حزب الله"خصوصاً بعد ان اثبتت التركيبة الوزارية ان الفرصة مؤاتية لقيام تعاون يأخذ على عاتقه ترك المواضيع العالقة الى الحوار الداخلي مع التركيز على ضرورة تعميق النقاط التي هي بمثابة قواسم مشتركة تجمع بين كل هذه الاطياف والتيارات السياسية. وخلصت المصادر الى ان عون أدلى بمداخلته في البرلمان ظناً منه ان المسلمين سيضطرون عاجلاً أو آجلاً الى الالتفات اليه كناطق أوحد باسم المسيحيين القادر على توفير الحماية من ناحية وتوفير الغطاء السياسي من ناحية اخرى لأي صفقة قد تُبرم انطلاقاً من انه الاقوى من دون منازع في الشارع المسيحي.