رفضت "طالبان" أمس، في مؤشر الى ثقتها بصمودها في مواجهة هجمات التحالف، عرض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي التفاوض معها لإشراكها في الحكم من أجل وضع حد للحرب في أفغانستان. واشترطت لذلك انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد. ورأى مراقبون ان"طالبان"وجدت توقيت العرض غير مناسب، كون فصل الشتاء في أفغانستان يعتبر فترة هدنة تقليدياً، بسبب موسم الثلوج الذي يعطل قدرة التحالف على تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد الحركة. ورداً على عرض كارزاي السبت التفاوض معها وتلميحه الى امكان منح مسؤوليها مناصب حكومية، قال الناطق باسم"طالبان"يوسف احمدي:"لن نتحاور مع حكومة كارزاي، اذا لم تنسحب القوات الأجنبية"من أفغانستان. وأكد ان الحركة"ليست مهتمة بمناصب حكومية أو غيرها، بل تريد رحيل القوات الأجنبية. ونحن باقون على هذا الموقف"، معتبراً ان"لا جديد"في كلام كارزاي. وكان عرض الرئيس الأفغاني جاء بعد ساعات على سقوط ثلاثين قتيلاً في أحد أعنف الهجمات الانتحارية للحركة في كابول. وعلى رغم رفض"طالبان"التفاوض مع الحكومة، اعتبر الناطق باسم الرئاسة هميون حميد زاده ان"مناقشات جدية"تجري في شأن هذا العرض بين المجموعات المنضوية تحت لواء"طالبان"، باستثناء تلك المرتبطة بتنظيم"القاعدة"، مشيراً في الوقت ذاته الى"انها عملية تستغرق وقتاً". في غضون ذلك، استمرت المواجهات في أفغانستان أمس، وذهب ضحيتها ثلاثة مدنيين هم امرأتان وطفل في معارك دارت بين الحركة والقوات الأفغانية في ولاية بكتيا شرق. وأعلن مسؤول محلي ان المدنيين قتلوا بقذيفة"هاون"اطلقتها الحركة التي قتل سبعة من مقاتليها بعد تدخل القوات الدولية. وفي مدينة قندهار عاصمة الجنوب، أعلنت الشرطة مقتل شرطيين اثنين وجرح اثنين بانفجار عبوة موصولة بهاتف جوال كانوا يحاولون تفكيكها، فيما أصيب مراسل تلفزيون محلي كان يصوّر العملية بجروح خطرة. وزرعت العبوة على حافة طريق تقود الى القاعدة الجوية التابعة لقوات الحلف الأطلسي في المنطقة. في باكستان، قتل جندي أمس، وجرح 14 آخرون في هجمات بالصواريخ والقنابل في المنطقة القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان، حيث يواجه الجيش الباكستاني يومياً مقاتلين إسلاميين مقرّبين من"طالبان". وجرح أربعة جنود بانفجار قنبلة يدوية الصنع لدى مرور قافلة عسكرية في مير علي، على بعد 125 كيلومتراً من ميرانشاه، كبرى مدن وزيرستان الشمالية. وقبيل الفجر، قتل جندي وجرح ثلاثة آخرون في هجوم بالصواريخ على مركز مراقبة مجاور. كذلك أصيب ثلاثة من عناصر القوى الأمنية الباكستانية وأربعة جنود في هجمات بالصواريخ في ضواحي ميرانشاه وشوال.