انتقل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد، أمس، الى مقديشو التي يزورها للمرة الاولى بصفته رئيساً للدولة، في حين ابدت الحكومة الانتقالية استعدادها لإشراك اسلاميين معتدلين في الحكم شرط ان ينبذوا العنف. ووصل يوسف الى مطار مقديشو الدولي الخاضع منذ 28 كانون الاول ديسمبر لسيطرة القوات الاثيوبية والحكومية الصومالية بعدما دحرت قوات "المحاكم الاسلامية" التي كانت استولت على العاصمة في منتصف 2006. وكان رئيس الوزراء علي محمد جيدي في استقباله في المطار وسط تدابير امنية مشددة، قبل ان يتوجه بمواكبة معززة الى مقر الرئاسة في"فيلا صوماليا". ولم يتمكن أحمد الذي انتخبه البرلمانيون الصوماليون في نيروبي من زيارة العاصمة، أولا بسبب معارضة زعماء الحرب الذين لم يعترفوا بسلطته ثم بعد هزيمتهم في حزيران يونيو 2006 امام قوات"المحاكم"نتيجة النزاع بين المؤسسات الانتقالية الصومالية والاسلاميين. وتعود آخر اقامة له في مقديشو الى العام 1978، وكان احمد هرب من المدينة لمشاركته المفترضة في محاولة انقلاب ضد الرئيس السابق محمد سياد بري الذي سجلت اطاحته في العام 1991 بداية الحرب الاهلية. وفي 18 ايلول سبتمبر 2006 نجا من محاولة اغتيال في بيداوة بوسط البلاد حيث اتخذت الحكومة مقرا لها لعدم تمكنها من فرض سلطتها في العاصمة. ويترجم وصول الرئيس الى العاصمة رغبة المؤسسات الانتقالية في بسط سلطتها على البلاد بعد الهزيمة التي لحقت بالاسلاميين في وسط البلاد وجنوبها. لكن انعدام الامن ما زال قائما في مقديشو حيث عدلت الحكومة عن تجريد السكان من السلاح بالقوة بالرغم من احتمال وجود ثلاثةآلاف اسلامي مسلح في المدينة. وامام ضغوط المجتمع الدولي لإقامة"حوار"واسع في البلاد من اجل ارساء الاستقرار اكدت الحكومة الصومالية امس استعدادها لدمج عناصر معتدلة من الحركة الاسلامية، شرط ان تنبذ العنف وتقبل بالمشاركة في اعادة اعمار البلاد. وقال الناطق باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري"ان سياستنا هي المصالحة وابوابنا مفتوحة، وعلينا استقبال كل الاطراف الصوماليين في ادارتنا الوطنية". واوضح ان"الاسلاميين موضع ترحيب اذا القوا سلاحهم واذا اوقفوا العنف وابدوا رغبتهم في الانضمام الينا في اعادة اعمار البلاد". لكنه استبعد مشاركة اي اسلامي يشتبه بعلاقته مع تنظيم"القاعدة"الارهابي، واكد انه"اذا كان لاحدهم علاقات مع القاعدة او متطرفين آخرين فلن نعرض عليه العفو ولن يكون موضع ترحيب في الحكومة". وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جنداي فريزر دعت اول من امس مجددا الى الحوار بين الحكومة الصومالية والاسلاميين المعتدلين، وقالت في ختام اجتماعات مع مختلف الاطراف الصوماليين في نيروبي"نرى ان على كل من ينبذ العنف والتطرف ان يؤدي دوراً في الصومال"، معتبرة ان المحاكم الاسلامية"يجب ان تكون جزءا من عملية المصالحة والحوار". وعلى الصعيد الامني، قال احد سكان العاصمة ان ثلاثة اشخاص قتلوا الاحد في جنوبالمدينة حين اطلقت القوات الصومالية والاثيوبية النار ردا على هجوم مقاتل اسلامي.