قال مندوب رفيع لدى منظمة "أوبك" أمس ان أعضاء المنظمة يشعرون بالقلق للخفض الحاد في أسعار النفط، ويجرون مشاورات حول امكان اتخاذ تدابير جديدة لتحقيق استقرار الاسواق. وكان أعضاء "أوبك" اتفقوا الشهر الماضي على خفض الانتاج 500 ألف برميل يومياً بدءاً من الأول من شباط فبراير، اضافة الى خفض الامدادات 1.2 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. لكن أسعار النفط خفضت نحو ثمانية في المئة الاسبوع الماضي لتهبط دون 56 دولاراً للبرميل بفعل اعتدال الطقس وارتفاع المخزونات. وأبلغ المندوب وكالة"رويترز"ان"الخفض السريع والكبير في الاسعار الاسبوع الماضي يقلق منتجي النفط". وأضاف:"هناك مشاورات ومناقشات بين وزراء"أوبك"... تتعلق بآراء مختلفة بشأن السوق والتأكد من الالتزام بخفض الانتاج ومناقشة افكار مختلفة بشأن اتخاذ اجراء اضافي اذا تطلب الامر". وانتعشت اسعار النفط قليلاً أمس مقتربة من 57 دولاراً للبرميل، مع توقف امدادات الخام الروسي عبر خط انابيب، وبعد بيانات عن اليد العاملة الأميركية التي حدت من مخاوف تباطؤ الاقتصاد الأميركي، أكبر مستهلك للنفط في العالم. وعلق بعض مسؤولي"أوبك"بحذر على تراجع أسعار النفط. فقال وزير النفط النيجيري ادموند داوكورو الجمعة الماضي ان على"أوبك"ان تنتظر لترى أثر تخفيضات الانتاج المتفق عليها بالفعل قبل اتخاذ أي قرار. وكان مندوب ايران لدى"اوبك"حسين كاظمبور اردبيلي أعلن سابقاً ان التخفيضات المتفق عليها بالفعل ستبقي على السوق متوازنة حتى اجتماع"أوبك"المقبل المقرر في 15 آذار مارس، لكن المنظمة قد تبحث عقد اجتماع قبل ذلك الموعد اذا استمر هبوط الاسعار. ويعتقد على نطاق واسع بأن"أوبك"تدافع عن مستوى مستهدف غير معلن للسعر يبلغ 60 دولاراً للبرميل من الخام الأميركي الخفيف. ويعتقد بأن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تريده بين 55 و65 دولاراً للبرميل. وقال مندوب"أوبك":"هناك ما يدعو للاعتقاد بأن سوق النفط ستشهد ارتفاعاً، وپ"أوبك"مستعدة للقيام بما تراه ضرورياً للحفاظ على استقرار السوق". وتابع ان"السعودية من بين الدول المستعدة لكل الاحتمالات بحسب ما تسفر عنه المشاورات مع أعضاء آخرين في"أوبك"والتطورات في السوق". وأفاد مصدر سعودي لوكالة"رويترز"أمس ان السعودية، أكبر منتج في"أوبك"، ستخفض انتاجها بمقدار 158 ألف برميل يومياً اعتباراً من شباط تنفيذاً لأحدث خفض أعلنته المنظمة. وأكد المصدر أن إجمالي الخفض الذي ستنفذه المملكة يبلغ 538 ألف برميل يومياً، يشمل 158 ألف برميل يومياً اعتباراً من الأول من شباط، إضافة الى 380 ألف برميل يومياً اعتباراً من تشرين الثاني الماضي. وسينخفض بذلك انتاج السعودية الى نحو 8.5 مليون برميل يومياً.