أعلنت مصادر تجارية أمس ان السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، أبقت حجم مبيعات النفط لزبائنها في آسيا في تشرين الثاني نوفمبر المقبل من دون تغيير بعد يوم من ابلاغ المملكة شركات النفط العالمية الكبرى بخفض امدادات الخام اليها. وأبلغت شركة"ارامكو السعودية"، أكبر زبائنها أول من أمس بقرار خفض الإمدادات حوالى خمسة في المئة بدءاً من تشرين الثاني، في إشارة الى عزمها الانضمام لقرار"أوبك"بخفض الانتاج. ويبدو ان المملكة استثنت المصافي في آسيا التي تحصل على حوالى نصف صادرات المملكة اليومية البالغة سبعة ملايين برميل يومياً من الخفوضات الجديدة. فالمشترون في آسيا هم عادة آخر من تصلهم الخفوضات لانهم يدفعون أسعاراً أعلى للنفط السعودي. وكانت السعودية تخفض الامدادات في اطار الهامش المسموح به لزيادة او خفض الشحنات ويصل الى نسبة عشرة في المئة. وقال تجار في اليابان وكوريا الجنوبية والصين ان"ارامكو السعودية"استغلت الهامش لتقليص الشحنات. وقال تاجر يتعامل مع شركة صينية:"لم نتلق بلاغاً بأي خفض". وكان مندوب رفيع في"أوبك"قال الاسبوع الماضي ان السعودية ستخفض نحو 300 ألف برميل يومياً من المعروض في اطار خطة"اوبك"لخفض الامدادات. وتحرك رئيس"اوبك"ادموند داوكورو أول من أمس لزيادة حجم الخفض المزمع، وطالب الاعضاء بان يكون مليون برميل يومياً من الانتاج الحقيقي البالغ 27.5 مليون برميل وليس من السقف الرسمي البالغ 28 مليون برميل يومياً. الموقف الايراني وأشار مندوب ايران لدى منظمة أوبك أمس الى ان أعضاء المنظمة ما زالوا يبحثون خطة لخفض الانتاج مليون برميل يومياً من سقف الانتاج الرسمي. ونقل موقع وزارة النفط الايرانية على الانترنت عن حسين كاظمبور اردبيلي قوله:"تتواصل الجهود للتوصل الى اتفاق بين أعضاء"أوبك"لخفض مليون برميل من النفط الخام من سقف الانتاج وتحقيق الاستقرار في السوق". وأفادت ادارة معلومات الطاقة الاميركية أمس بأن من المرجح أن يستقر انتاج منظمة"أوبك"من النفط الخام عند مستوياته الحالية دون 30 مليون برميل يومياً في عام 2007، على رغم دراسة المنظمة خفض الانتاج لحماية الاسعار. وأضافت الادارة، وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الاميركية في تقريرها الشهري عن سوق النفط:"تتوقع ادارة معلومات الطاقة أن تكون خفوضات الانتاج الفعلية من جانب"أوبك"ككل أقل من المعلن، لأن خفوضات حصص الانتاج موزعة نسبياً بين أعضائها على أساس مستويات الحصص السابقة". وأضافت أن هذا يرجع الى أن أعضاء في المنظمة ينتجون بالفعل دون حصصهم الرسمية. وتقلب سعر النفط الخام في التعاملات الآجلة أمس نتيجة ترقب قرار"أوبك". كما ساهمت التوترات السياسية بشأن كوريا الشمالية التي أعلنت عن اجراء أولى تجاربها النووية أول من أمس في تقلب الاسعار. وارتفع سعر خام برنت في لندن صباحاً 0.41 دولار للبرميل لعقود تشرين الثاني الى 60.95 دولار، بينما زاد الخام الاميركي في معاملات بورصة نايمكس الالكترونية 0.47 دولار الى 60.43 دولار للبرميل. وعاد برنت الى الخفض بعد الظهر الى 57.73 دولار للبرميل.