عقد البرلمان التركي جلسة سرية الأسبوع الماضي لمناقشة الأوضاع في شمال العراق، ورد أكراد العراق على هذه الجلسة. فعقدوا جلسة برلمانية علنية لبحث العلاقات بتركيا. وبحسب التسريبات، نوقشت المسائل في اجتماع أنقرة السري في جو هادئ وعقلاني تخفف من المزاودات العلنية بين الحكومة والمعارضة. وكان اجتماع البرلمان الكردي في اربيل شفافاً، وبث مباشرة على شاشات التلفزة. وأعطي الحضور، ومنهم نشروان البرزاني، رئيس وزراء الإقليم، فرصة التعبير عن آرائهم، وأبلغت المناقشات رسائل مباشرة الى تركيا. فنبه أكراد العراقتركيا الى ان مستقبل كركوك مرتبط بالمادة 140 من الدستور العراقي. وتنص المادة على استفتاء ابناء كركوك في مصيرها. ومحاولة تركيا إلغاء الاستفتاء او تأجيله هو تدخل سافر في شؤون العراق الداخلية، ويزعزع الاستقرار فيها. يذهب البرلمانيون الأكراد الى ان ضم كركوك الى اقليمهم كان متاحاً غداة إطاحة صدام حسين. ولكنهم فضلوا التروي، والاحتكام الى القانون والسياسة. وتذمر البرلمانيون من وجود حزب العمال الكردستاني على أراضيهم. وقال البرزاني ان معاناة اكراد العراق من حزب العمال الكردستاني تفوق معاناة غيرهم. فهو يسيطر على مناطق كاملة في إقليم كردستان. ولكن البرزاني اعتبر ان تجاهل تركية عروض الحوار مع الحزب، وإعلانه وقف إطلاق النار من جانب واحد، يحمل تركيا مسؤولية استمرار هذه المشكلة. ولا ريب في ان اهم ما ورد في هذه الجلسة البرلمانية هو دعوة أنقرة الى الحوار وإلى توضيح ما تبتغي عوض التهديد. وتذهب الخارجية التركية الى ان اكراد العراق يعرفون حق المعرفة ما تريده تركيا. فأنقرة غير مقتنعة بأن"حزب العمال الكردستاني"يرابط في شمال العراق على رغم أكراد العراق، وتشكك في عجزهم عن القبض على زعماء هذا الحزب. والقنوات الكردية تستضيف قيادات"حزب العمال الكردستاني". والأكراد يفرضون امراً واقعاً في كركوك، ويتحدون جميع المعنيين. وفي ديباجة دستور الإقليم كلام على اتفاق"سيفر"وترى تركيا ان الاتفاق هذا فرضته قوى الاحتلال, وهي ترفضه. ويثير نص الدستور، في مادته الخامسة، على ان كركوك، ووضعها لم يحسم بعد، هي عاصمة اقليم كردستان، الشبهات في نيات الساعين الى الحوار. ولا شك في دور معوقات بيروقراطية تحول دون الحوار التركي - الكردي العراقي. فأنقرة تصر على ان مسيرة إقرار الدستور العراقي لم تنته بعد. ويترتب على هذا الموقف رفضها الاعتراف بإقليم كردستان ورئيسه مسعود البارزاني. ويعقّد رفض الرئيس احمد سيزير دعوة الرئيس جلال طالباني الى أنقرة، المشكلة. ونأمل في ان يذلل الأكراد مشكلة اتفاق"سيفر"، وأن يحاوروا اخوانهم وجيرانهم الأتراك. عن عبدالحميد بيليجي "زمان" التركية، 26/ 1/2007